بعد غلق 3 شواطئ وتزايد مخاطر عصارة مركز الردم

تدهور مستمر للبيئة ببومرداس لغياب

بومرداس: ز/ كمال

 قلل مدير البيئة لولاية بومرداس عيواز لحضر المعين حديثا على رأس القطاع «من تداعيات ظاهرة تسربات مياه الصرف الصحي وعصارة مركز الردم التقني لقورصو على الصحة العامة وصحة المصطافين، وقال في تصريح لـ»الشعب» أن المديرية قامت بالتنسيق مع مختلف الفاعلين والمخابر المتخصصة بعمليات مراقبة دورية لهذه النقاط السوداء، مع إجراء تحاليل المياه لـ47 شاطئا مسموحا للسباحة، تم على إثره اقتراح غلق ثلاثة شواطئ من قبل اللجنة الولائية المختصة.    
                                                                                                                                                                                                                  تحاشى الكثير من المتدخلين ومنهم مدير البيئة في كلمته التنظيرية المطوّلة لتقارير دولية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، الحديث عن هذا القطاع المتدهور، بولاية بومرداس، وتقديم حصيلة النشاطات وعدد التدخلات،  نتيجة استمرار ظاهرة التفريغ العشوائي للنفايات وصعوبة القضاء على بعض النقاط السوداء لتجمعات المياه المستعملة التي تصّب مباشرة في البحر، بسبب افتقاد ءغلب البلديات لمحطات تطهير ومنها المدن الساحلية، حيث تبقى الولاية ومنذ عقود تتطلع لتجسيد مشاريع جديدة، لكنها عجزت في ذلك، لتكتفي بتسيير ثلاثة محطات في كل من عاصمة الولاية، زموري وبودواو، في حين تبقى وضعية 18 منطقة رطبة ما بين صناعية وطبيعية ليست بأحسن حال بحسب تقارير الهيئات المتخصصة منها المحافظة الوطنية للساحل.                                                          
هذه الوضعية التي تبرز دور الهيئات الرسمية في حماية قطاع البيئة والصحة العامة للمواطن، قبل رمي كل المسؤولية على السلوكيات السلبية لأفراد المجتمع التي يمكن كبحها بالتوعية والردع، بدأت اليوم تعطي نتائج عكسية أمام معادلة غير متوازنة بين كثافة سكان الولاية التي تعدّت مليون نسمة تتقاسم ثلاثة محطات تطهير، وبالتالي يمكن تصور حجم المياه المستعملة الجارفة التي حوّلت مصبات واد قورصو، طاطاريق، يسر وسيباو الى بقع سوداء، وبدأت تشكل خطرا على الحياة الايكولوجية كان آخرها تسجيل نفوق لطائر النورس وبعض أنواع السمك، كما تحولت أيضا إلى خطر على المساحات المسقية.       
تشكل عصارة المواد الكيماوية وسوائل النفايات المتسربة عن مركز الردم التقني لقورصو أكبر تحدي أمام مديرية البيئة والهيئات المهتمة بالقطاع، بالنظر إلى افتقادهم لإستراتيجية فعالة لمعالجة الظاهرة والاكتفاء بحلول ظرفية تتخذ لإسكات السكان المجاورين والفلاحين الذين بدأوا يفقدون رويدا مساحاتهم الزراعية المحيطة، مع تسجيل تراجع رهيب لمردودية بعض الشعب الفلاحية كعنب المائدة بحسب شهادات بعض الفلاحين، نتائج التأثيرات المتزايدة لانبعاثات المركز والمواد السائلة على التربة والمياه الجوفية.                                                                                           لكن يبقى أخطر مشكل يهدد بصفة مباشرة حياة المصطافين والثروة البحرية، هو عصارة مصب وادي قورصو والشاطئ المركزي المعروف وطنيا رغم كل النداءات للمطالبة بإيجاد حل جذري لظاهرة التسربات، نفس الأمر بالنسبة للشاطئ المركزي وواجهة البحر لبومرداس، حيث يبقى كل من وادي طاطاريق وبومرداس يغذيان مباشرة مياه البحر، وتقريبا هي نفس الكارثة تشهدها أغلب الشواطئ بالبلديات التي تفتقد لمحطات معالجة، ما أدى إلى اتخاذ قرار بغلق كل من شاطئ مندورة، وشويشة بزموري ولقاطة، إضافة إلى شاطئ قصر فور، المعروف بـ «شاطو فور»، بدلس، من طرف لجنة فتح وغلق الشواطئ بسبب مشكل تلوث المياه.  

 مؤسسات صناعية ترفع التحدي

وسط كل هذا الركام الذي خلفه عبث الإنسان بالطبيعة والبيئة، تحاول الكثير من المؤسسات والنوادي الخضراء جمع أشلائها لتنبعث من تحت الرماد وتعطي الحياة مجددا لقطاع ليس كله أسود، ويمكنه استغلاله في الجانب الاقتصادي وتحويله الى مصدر دخل عن طريق رسكلة النفايات المنزلية والمساهمة في إنتاج طاقة نظيفة بديلة عن الطاقة الزائلة.
وكشفت تظاهرة اليوم العالمي للبيئة عن عدة مبادرات مشجعة قامت بها مؤسسات شبانية للاستثمار في الاقتصاد التدويري ورسكلة مادة البلاستيك، الزجاج، الورق قدرها مدير البيئة في حديثه لـ»الشعب» بـ15 مؤسسة ناشطة، بولاية بومرداس، هي حاليا تسعى لتطوير نشاطها في مجال إنتاج مواد استهلاكية ذات استعمال يومي صديقة للبيئة، ومؤسسات أخرى بدأت تكتسب التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة لترقية وإنتاج مواد مصنعة تستجيب لمتطلبات وشروط البيئة النظيفة والمستدامة وتحدّيات المنافسة، كمواد البناء، الصيانة، مواد التجميل، إنتاج العجلات المطاطية، ومنتجات الصناعة التقليدية التي كانت حاضرة بقوّة أيضا. 
كما كشف ذات المسؤول عن إمضاء اتفاقيات مع مؤسسات وهيئات أخرى لتشجيع مبادرات الشباب ومرافقة أفكار ومشاريع الطلبة الجامعيين وخريجي مراكز التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة متخصصة في المجال، قد تساهم في تثمين القطاع والخروج من الدائرة السلبية، إلى جانب تشجيع وتأطير النوادي الخضراء لغرس ثقافة حماية البيئة والتوعية في طريقة توسيع عملية الفرز الانتقائي للنفايات وتنظيم نقاط التفريغ على هذا الشكل، مع تكثيف حملات التوعية والتحسيس وتنظيم خرجات تنظيف للفضاءات العامة، الشواطئ والغابات منها غابة قورصو مبرمجة، يوم 5 جوان، على حد قول مدير البيئة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024