قرية العشرين (ولاية بشار)

غياب الطريق يُحرم الفتيات من المدرسة

بشار: موسى دباب

 

يعيش سكان منطقة حاسي العشرين التي تبعد عن عاصمة ولاية بشار، بحوالي 20 كلم، جملة من المشاكل أهمها تدهور حالة الطريق المؤدي إلى قريتهم، وهو الهاجس الذي يؤرقهم بشكل كبير، وحرم حتى بناتهم من مواصلة الدراسة، خوفا عليهن من تعرضهن إلى الإعتداء وهن في الطريق إلى المدرسة، بالإضافة إلى عدد من المشاكل مثل عدم توفر قاعة علاج والسكن الريفي والبطالة وغيرها.

يجمع سكان قرية حاسي العشرين، أن الهاجس الذي يؤرقهم هو الطريق المهترئة، والتي تشقّ الوادي الذي يتحوّل هو الآخر إلى مشكلة عند سقوط الأمطار، حيث ـ يقول السكان ـ إن معاناتهم تتجدّد يوميا عندما يصطحبون أبنائهم في الصباح الباكر مشيا على الأقدام تحت ضوء الهواتف النقالة، لعدم توفر الإنارة، للوصول إلى حافة الطريق، التي تبعد عن القرية بحوالي 2 كلم، حيث يجدون حافلة النقل المدرسي في انتظارهم، والتي ترفض أن تدخّل القرية بسبب تدهور حالة الطريق غير المعبّدة.
 يقول أحد سكان قرية حاسي العشرين، أن بناتهم يتوقفن عن مواصلة الدراسة في المرحلة الابتدائية، مرجعا سبب ذلك إلى خوف الأولياء على بناتهم أثناء سيرهم مسافة 2 كلم في طريق لا إنارة بها ولا حركة سير، ناهيك عن خطر الكلاب الضالة المنتشرة في المنطقة، وأشار المتحدث إلى مشروع الإنارة داخل القرية، قائلا بأن أعمدة الكهرباء هذه لا تعمل، وأن المشروع متوقف منذ شهرين، متسائلا عن السبب الذي جعله يتوقف.

عدم توفّر قاعة علاج
كما طالب السكان بقاعة علاج، نظرا للصعوبات التي تواجههم في رحلة البحث عن سيارة تسعف مرضاهم إلى مستشفى مدينة بشار، وقال هؤلاء أن حالة الطريق المهترئة  جعلت أصحاب السيارات يرفضون دخول القرية، إذ يكتفي بعضهم التوقف عند حافة الطريق المعبدة، ولا يدخلون القرية إلا إذ وافقنا على دفع مبلغ آخر، يشترطونه علينا، بحجة أن عجلات سياراتهم لا تتحمل السير على الطريق المهترئة.                                       
ويقول أحد شباب القرية بأنه تعرض في أحد الأيام، وكانت الساعة تشير حينها إلى الواحدة صباحا، إلى لسعة عقرب، كادت تودي بحياته، لولا لطف الله، الذي زوده بطاقة تحمل جعلته يقضى ليلته بين الهرولة والمشي قاصدا مستشفى بوجمعة ترابي ببشار، على مسافة 20 كلم، ليتلقى العلاج بعد عدة ساعات كانت رحيمة به، رغم المعاناة التي تكبدها في الطريق.
ويشير أحد السكان إلى وجود شخص مريض بينهم، يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وفي كل مرة يقوم بكراء سيارة بمبالغ باهضة لتنقله إلى المستشفى للعلاج، الأمر الذي جعلنا ـ يقول المتحدث ـ نطالب بضرورة توفير قاعة علاج في قريتنا، خاصة في ظلّ وجود نساء حوامل و أطفال في حاجة إلى لقاح أوعلاج.  

أرض خصبة وسواعد تنتظر الدعم
تتوفر قرية حاسي العشرين على أراضي فلاحية خصبة وصالحة لزراعة عدة أنواع من الخضر والفواكه، غير أن نقص الإمكانيات جعل «شريطات» وأحد أبناء عمومته، اللذان تحدثا لـ»الشعب» يحدّ من نشاطهما الفلاحي، ويمارسان الفلاحة على الطريقة التقليدية.
 وبهذا الخصوص يقول «شريطات»: «هذه الأرض زراعية بامتياز، وقمت بنفسي بحفر هذا البئر، فهي تتوفر أيضا على مياه السقي، وأي نوع من الخضر أو الفواكه ينبت بها، بدليل ما هو موجود حاليا من أنواع الخضر كالبصل والفول والسلاطة والملوخية، وحتى بعض أشجار الفواكه، غير أن المشكل الذي نعاني منه هو عدم توفر الدعم لتوسّع نشاطنا والاستثمار في هذا القطاع الفلاحي».
فأنا مثلا يضيف قائلا: «في حاجة إلى جرار، بدلا من كرائه في كل مرة، كما هو الحال الآن حيث أدفع 5000دج للساعة الواحدة، وفي حاجة أيضا إلى أنبوب سقي، وأسمدة فلاحية، وعن إمتلاكه لبطاقة فلاح، يقول «شريطات» طلبت البطاقة منذ عدة سنوات، ووضعت الملف منذ 2009، ومازال والدي يتابع الملف، وينتظر تسوية وضعيتنا، إلى يومنا هذا، رغبة في الإستفادة من الدعم، وتشغيل الشباب البطال من سكان القرية في الفلاحة».  
أحد شباب القرية ـ يقول ـ بأنه في سنّ الزواج، لكن الذي منعه من ذلك هو عدم توفر السكن، فهو يعيش رفقة ثمانية أفراد من أسرته في غرفتين، ما جعله يطالب بزيارة المسؤولين المعنيين إلى قريتهم، والإطلاع على أحوالهم المعيشية، وبرمجة مشروع بناء سكنات ريفية لسكان القرية، وعلق على ذلك بقوله لا أدري لماذا لا يأتي إلينا إلا من يريدون الترشّح للانتخابات، في حين من المفترض أن يأتي إلينا من يقف على معاناتنا ويساهم في تطوير قريتنا فلاحيا وعمرانيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024