لا تزال مناطق الظل عبر مختلف بلديات ولاية تيبازة، تستفيد المزيد من المبادرات الخيرية الرامية إلى رفع الغبن ولو نسبيا عن العائلات المعوزة من خلال تزويدها بالعديد من مستلزمات الحياة الكريمة، كما بادرت بعض الجمعيات لمرافقة العائلات المحتاجة للحصول على وظائف قارة تتيح لها العيش في ظروف مريحة.
ما يلفت الانتباه في هذه المسعى النبيل الذي تعرفه ذات المناطق خلال كل موسم شتاء، يكمن في تضاعف عدد المحسنين المساهمين في العملية هذا الموسم، بالرغم من تأثّر العديد من هذه المناطق بالتداعيات السلبية لانتشار وباء كورونا، غير انّ مؤطري الجمعيات المنشطة لمختلف المبادرات الخيرية أكّدوا أنّ الوباء ساهم ايجابا في نشر روح التضامن والتآزر، بحيث تنقل العديد من المحسنين بأنفسهم الى مناطق الظل للمشاركة الميدانية في منح الألبسة للأطفال والوقوف عن كثب على أجواء فرحة المحتاجين، فيما ضاعفت الجمعيات الخيرية من مجهوداتها لاستدراك تدني القدرة الشرائية لدى شريحة هامة من سكان مناطق الظل ولا يزال الجهد قائما الى إشعار آخر.
شتاء دافئ لجمعية «الرحمة»
أنهت جمعية «الرحمة»، بتيبازة، مؤخرا آخر خرجاتها الميدانية المتعلقة بمنح المساعدات الاجتماعية المندرجة ضمن حملة شتاء دافئ في طبعتها الخامسة، بحيث استفاد من المشروع 250 عائلة من مناطق الظل بالبلديات النائية وشملت المساعدات، بحسب ما علمناه من الأمين العام للجمعية عبد الرحمان علاني مدفآت وبطانيات وأفرشة ومواد غذائية، إضافة إلى ألبسة للأطفال.
كانت عدّة مناطق معزولة ببلدية أحمر العين بالناحية الجنوبية للولاية قد شهدت، منذ أسبوعين تقريبا، توزيع 30 مساعدة لفائدة العائلات المعوزة وشهد دوار بوحريز الجبلي، ببلدية مسلمون، تجسيد عملية مماثلة بحيث تمّ توزيع 40 مساعدة، مع الإشارة إلى أنّ مجمل المساعدات المقدمة للمحتاجين لا تنحدر من تلك التي استعملت من ذي قبل، بل اقتناها محسنون لتستغلّ لأوّل مرّة.
كما واصلت القافلة مسيرها، نهاية الأسبوع الفارط، عبر مداشر بلدية سيدي سميان النائية بتوزيع 25 مساعدة على العائلات المحتاجة، لتختتم المبادرة ببلديتي، ببني ميلك وأغبال، مع بداية الأسبوع الجاري، بحيث تم التنسيق مع الجمعيات المحلية لتحديد وإحصاء العائلات المعنية، والتي استفادت من 50 مساعدة من مختلف الحاجيات التي تقتضيها الحياة الكريمة، خلال موسم البرد، لتكتمل قائمة 250 عائلة مستفيدة في آخر المطاف، علما أنّ عائلات أخرى مصنفة ضمن قوائم المعوزين كانت قد تلقت نصيبها من المساعدات بأماكن متفرقة من الولاية.
كشف عبد الرحمان علاني عن إحصاء ثلاث حالات بدوار بوحريز، ببلدية مسلمون، تعنى بنساء ماكثات بالبيت ويتقنّ حرفا يدوية بمهارات عالية مع كونهن محرومات من مصادر قارة للاسترزاق.
من المرتقب أن تتكفل بهن الجمعية في إطار مشروع الأرملة المنتجة والذي يقتضي توفير العتاد والمادة الأولية على نطاق محدود للنساء الحرفيات لتمكينهن من الولوج إلى عالم الإنتاج، بعيدا عن مظاهر الفاقة والاتكالية والتسوّل.
«أيادي طيّبة» شعار جمعية نسائم الخير
تواصل جمعية نسائم الخير حملتها التضامنية لفائدة العائلات المعوزة ضمن حملة واسعة النطاق تحت شعار «أيادي طيبة وقلوب دافئة»، بحيث تمّ توزيع 15 كرسيا متحركا على ذوي الاحتياجات الخاصة وكميات هامة من حفّاظات الكبار للمرضى الذين يتابعون علاجهم داخل المستشفى أو خارجه.
ووزعت أكثر من 200 بطانية و10 مدفآت للعائلات المحتاجة، ولا تزال العملية التضامنية متواصلة عبر مختلف بلديات الولاية الى إشعار آخر، غير أنّ انتشار وباء كورونا خلال الأشهر القليلة الماضية أرغم الجمعية على التفاعل مع الحدث وإعطاء قدر كبير من الأهمية لعمليات التوعية والتحسيس داخل المرافق العمومية بالتوازي مع توزيع الأقنعة الواقية والمحلول الكحولي المطهر.
على صعيد آخر، كشف رئيس الجمعية احمد مجياح عن قرب اقتناء مواد غذائية بالجملة لفائدة إحدى العائلات المعوّزة ببلدية تيبازة لغرض تمكينها من ممارسة النشاط التجاري من منطلق التشغيل ومغادرة منطقة الفاقة والبطالة، وهو المشروع الذي يندرج ضمن مسعى الأسرة المنتجة ويرتقب بأن تتحصل عدّة نساء قريبا على محلات لاستغلالها لصنع الحلويات التقليدية، كما يرتقب أيضا تمكين أربع شباب من خريجي مراكز التكوين في مجال الحلاقة من محل خاص بهم لغرض استغلاله في مباشرة مهنتهم، على أن تتواصل عمليات تشغيل أفراد الأسر الفقيرة مستقبلا وفقا للإمكانيات المادية المتوفرة.
«دفّيني» شعار جمعية الإرشاد والإصلاح
تستهدف جمعية الإصلاح والإرشاد، من خلال هذه الحملة المتواصلة إلى غاية نهاية الشهر الجاري، ما بين 500 الى 600 عائلة معوّزة بمناطق الظل عبر 20 بلدية والتي يقترض بأن تستفيد من بطانيات ومواد غذائية وأحذية ومدفآت لبعض منها.
وسبق للعائلات المعوزة ببلديات بني ميلك وأغبال وقوراية بالناحية الغربية الاستفادة من 250 طقم من الألبسة والأحذية، اضافة الى كميات هامة من المواد الغذائية، على أن تتوجه قافلة خيرية لبلدية بني ميلك ضمن حملة تضامنية ثانية بالتنسيق مع عدّة جمعيات محلية، بحيث يرتقب تسليم كميات هامة من المساعدات للمحتاجين.
وبحسب ما علمناه من رئيس المكتب الولائي للجمعية عبد القادر عبد السلاماين، فإنّ المرحلة الثانية من الحملة ستعنى بالعائلات المحتاجة بالناحية الشرقية للولاية والتي تحوي العديد من مناطق الظل والعائلات المحرومة، لتكتمل بذلك حملة تزويد المحتاجين بمستلزمات الحياة الكريمة لاسيما خلال فصل الشتاء الذي يحمل في طياته العديد من أوجه الصعاب في الحياة.
لتوفير مدفآت وأفرشة وملابس ومواد غذائية
حملة تضامنــية واســعة بمناطــق الظل لتيبـازة
تيبازة: علي ملزي
شوهد:916 مرة