بسبب رمي النفايات الصناعية عشوائيا

مصبّات الوديان خطر على التنوع الإيكولوجي ببومرداس

بومرداس..ز/ كمال

تحوّلت المصبات المائية للوديان الرئيسية بولاية بومرداس كواد يسر، واد سيباو، قورصو إلى بؤر سوداء بسبب ارتفاع نسبة التلوث الناجمة عن عشرات الأطنان من النفايات الصناعية والمنزلية ومخلفات البناء، ناهيك عن المياه المستعملة التي تصبّ مباشرة في هذه الأحواض المائية أو المناطق الرطبة المصنفة التي تسببت في كوارث ايكولوجية ونفوق الكثير من أنواع الطيور والسمك.
لم يعد اليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف لـ 2 فيفري من كل سنة يمثل سوى احتفالية رمزية بولاية بومرداس، تقوم من خلالها الجهات المعنية بحملات تشجير يشرف عليها في العادة تلاميذ المدارس والكشافة، في وقت كان من اللازم تنظيم ندوات وزيارات ميدانية بمشاركة كل الفاعلين بما فيهم السلطات العمومية للوقوف على عدد من المناطق الرطبة التي تزخر بها بومرداس بمجموع حوالي 18 منطقة ما بين صناعية كالسدود والحواجز المائية والطبيعية المنتشرة عبر الشريط الساحلي أبرزها الحوض المائي لمصبّ واد يسر وحوض واد سيباو ببلدية سيدي داود المهددة بالتلوث، وبالتالي القضاء على حياه عدد من أصناف الطيور والأسماك وباقي أشكال التنوع الايكولوجي.
وأعطت عملية الكشف عن نفوق عدد من طيور النورس بمصب واد يسر قبل أيام التي عثر عليها تطفو على سطح الماء إنذارا جديدا للقائمين على قطاع البيئة من أجل التحرّك وأخذ الإجراءات اللازمة لحماية الحياة البرية والبحرية المهددة بالتلوث، وهو ما تم فعلا بتشكيل لجنة ضمت مديريات الصيد البحري، البيئة، المحافظة الوطنية للساحل والمصالح الفلاحية لتقييم الوضعية الخطيرة مع أخذ عينة من قبل المفتشية البيطرية لإجراء التحاليل المخبرية عن أسباب النفوق مع أخذ عينات من المياه بمصبات الأودية من قبل فرقة تابعة للمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة لتحديد درجة الخطر وأسبابه.
كما دقت الجمعيات الناشطة في قطاع البيئة والخبراء ناقوس الخطر نتيجة التدهور الكبير للمحيط البيئي بولاية بومرداس الذي لم يعد يقتصر على أزمة تصريف ومعالجة النفايات المنزلية التي تتكدس بمركز الردم التقني لقورصو، هذا الأخير تحول إلى معضلة بيئية حقيقية بسبب عصارة المياه الحمضية والكيماوية التي تصب بواد قورصو نحو الشاطئ المركزي وحولت المساحات الفلاحية من أشجار مثمرة وكروم إلى مساحات شبه جرداء وبمردودية ضعيفة تتراجع من سنة إلى أخرى بشهادة بعض الفلاحين وأصحاب المستثمرات المجاورة للمركز.
في حين يشكل حوض مصب واد سيباو أكبر تهديد للحياة البرية والبحرية نتيجة ارتفاع درجة الملوحة جراء الاستغلال الفاضح لطبقة الرمل من قبل «المافيا» وأصحاب الشاحنات والجرارات طيلة عقود من الزمن، كانت نتيجته كارثية على قطاع البيئة والمياه الجوفية بعد تلاشي طبقة الرمل التي كانت تقوم بمهمة طبيعية وهي تصفية المياه الملوثة وبالتالي حماية الآبار العميقة التي تمول عشرات السكان بمياه الشرب والسقي الفلاحي.
كما عبر عدد من الفلاحين من أصحاب المستثمرات ومساحات الكروم المنتشرة عبر طول واد سيباو والمصب النهائي في تصريحات سابقة لـ»الشعب» عن تذمرهم من الحالة الكارثية التي وصل إليها واد سيباو المعروف وطنيا»، معتبرين «أن درجة الملوحة المرتفعة بمياه الوادي الناجمة عن تصاعد مياه البحر لم تعد تسمح بسقي المحاصيل الزراعية خوفا من التلف»، حيث تتوقف عملية السقي بداية شهر جوان مع انقطاع مياه الأمطار وهو اكبر دليل على حجم التدهور الإيكولوجي بهذه المناطق الرطبة التي كان من المفروض أن تشكل مرتعا خصبا لكل أنواع الطيور والأسماك إلى جانب الاستغلال الفلاحي على حد تعبيرهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024