بدأت مظاهر الحياة الطبيعية تعود من جديد إلى مختلف القطاعات الحيوية بولاية بومرداس مع التحسّن التدريجي في الوضع الوبائي التي بدأت تعيد الأمل للمواطن والعاملين في الأنشطة التجارية والصناعية، وكذا طبقة العمال والطلبة الذين استبشروا خيرا بعودة حركة النقل العمومي عبر الحافلات والقطارات، ليأتي بعدها قرار رفع الحظر على المدارس القرآنية والزوايا بعد تسعة أشهر من التعليق..
ترك قرار إعادة فتح المدارس وقاعات التدريس بالمساجد ارتياحا كبيرا بين المواطنين بولاية بومرداس الذين ألفوا لسنوات توجيه أبنائهم لهذه المؤسسات الدينية لحفظ القرآن والحديث الشريف كنشاط تربوي مدعّم لما يتلقاه التلميذ من معارف علمية بالمدارس التعليمية، خاصة وان الولاية تتواجد بها 11 مدرسة قرآنية وعدة زوايا معروفة كزاوية سيدي عبد الرحمان الثعالبي، سيدي أعمر الشريف وسيدي محند السعدي التي كانت تستقبل طلبة علم من مختلف ولايات الوطن ومصدر دعم للمساجد بحفظة القرآن لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان.
كما تنفّست الحياة الاجتماعية بعد عودة حركة نقل المسافرين ما بين الولايات وعبر قطار الضواحي الرابط بين العاصمة والثنية، وهو القرار الذي أثلج صدور المواطنين من عمال وطلبة بعد معاناة طويلة وهواجس يومية في رحلة البحث عن وسيلة للذهاب والعودة مساء، وهي الانشغالات التي زادت من حدة الأزمة بعد التحاق الطلبة بمدرجات الجامعة بالخصوص منهم الموجهين نحو جامعة مولود معمري بتيزي وزو ومعاهد العاصمة.
ورغم التعلميات الصارمة المصاحبة لقرار عودة النشاط لقطاع النقل وباقي القطاعات الأخرى لاحترام تدابير البروتوكول الصحي والتباعد الجسدي، إلا أن درجة الاستجابة لمثل هذه الإجراءات الوقائية تبقى نسبية، وبالأخص داخل وسائل النقل، حيث تشهد الوضعية الكثير من التجاوزات من قبل الناقلين وتجاهل المواطنين للتعليمات، وهو ما يتطلب مزيد من الصرامة في طريقة التعامل مع مثل هذه المواقف.