مناطق الظل في بلدية حمام ملوان السياحية

الحياة تعود إلى «يما حليمة» و«مقطع لزرق» يزدهر

البليدة: أحمد حفاف

عادت الحياة تدريجيا إلى حي «يما حليمة»، مع بداية الألفية الثالثة، بعدما ظل مهجورا منذ سنوات الجمر في التسعينيات بسبب الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر، وبعد استباب الأمن  رجع إليه سكانه لإحياء نشاطهم الفلاحي التقليدي الذي يعد مصدر رزقهم الأساسي.
ويقول نائب رئيس بلدية حمام ملوان عبد الغاني سالي:» حي يما حليمة يبعد بحوالي 10 كلم عن مركز البلدية .. في السابق كان يحتوي على بعض المرافق مثل ابتدائية ومسجد وعيادة، لكن الظروف الأمنية الصعبة جعلت من الناس تهجره، وحاليا نقوم بمساع كبيرة لإعادة إسكانهم، خاصة وأنه يعرف نشاطا ملحوظا من قبل بعضهم ويتمثل أساسا في تربية الأبقار والماعز، على كل حال يمكن القول بأن الحياة عادت إلى هذا الحي، أي بعد تحسن الأوضاع الأمنية..».
وتابع المسؤول المحلي بالقول: «لدينا مخطط لإعادة إسكان حي يما حليمة لكن الذين لديهم عقود ملكية، وحتى الغرفة الفلاحية فتحت أبوابها لمنحهم الإعانات الفلاحية، ونحن أيضا مستعدون لإعانتهم بالبناء الريفي، فالواقع يقول بأن هناك نشاط للناس بهذا الحي، ويدل ذلك على تشبث الناس بأراضيهم وتعلقهم بها، ولما نشاهد بساتين جديدة وفلاحة جديدة ندرك بأن هناك انتعاش في المنطقة».
ويقع حي يما حليمة في أعالي جبال الشريعة، ويبعد عن منطقة مقطع لزرق بحوالي 5 كلم، وهذه المنطقة تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي سيدعم مقوماتها السياحية الجبلية، حيث عرفت مؤخرا بناء حي سكني بـ 90 سكنا اجتماعيا سيتم تهيئته لاحقا وربطه بطريق نحو حي السباغنية حيث تقع مقبرة الشهداء.
 
ملعب مهم سيحوّل «مقطع لزرق» إلى مكان للتحضير والاسترجاع

بدوره عرف حي مقطع لزرق -الذي يصنف أيضا منطقة ظل- انشاء مركز للبريد سيدخل حيز الخدمة، قريبا، كما استفاد مؤخرا من ربطه بالإنارة العمومية مع مركز بلدية حمام ملوان، وملعب كرة القدم فاقت تكلفته 8 ملايير سنتيم، والذي سيتم تغطيته بالعشب الاصطناعي من الجيل الخامس وتزويده بالأضواء الكاشفة، ومن شأن هذه المنشأة الرياضية أن تجعله محطة للتحضير البدني والاسترجاع.
وفي هذا الصدد يقول عبد الغاني سالي:»لقد قدم العام الماضي إلى بلدية حمام ملوان فريقا شباب بلوزداد ومولودية بجاية للإقامة بالفندق التابع للحمام، وسألونا عما إذا يوجد ملعب للتدرب به، لكن للأسف أجبناهم بأنه يوجد فقط ملعب أرضيته ترابية، ومستقبلا يشيد الملعب الجديد أتوقع أن تصبح بلديتنا تجلب الرياضيين للتحضير والاسترجاع خاصة وأن حي مقطع الأزرق يوجد به مسبح وبيت للشباب يمكن أن يُخصّص لإيواء بعض الأندية الهاوية «.
 
نحو ربط حمام ملوان بالمدينة الجديدة بوعينان

وقال هذا المسؤول بأن الوالي منح بلديتهم مبلغا مهما لتعبيد طريق نحو حي السباغنية الذي بدأت تدب فيه الحياة أيضا، وأوضح بأن هناك طريقا مهما مسجلا في الميزانية القطاعية، ويربط مقطع لرزق بالقطب السكني سيدي سرحان والمدينة الجديدة بوعينان، والذي لم يُنجز بسبب مشكل انجراف التربة في منطقة «الريبة» ويتوقع أن تُخصص له مديرية الأشغال العمومية للولاية غلافا ماليا في المستقبل القريب، خاصة وأنه سيسمح للسكان الجدد بسيدي سرحان والمدينة الجديدة بالتنقل للتنزه بمنطقتي: «مقطع لزرق» وحمام ملوان السياحيتين.
ويعرف مقطع لزرق تلاقي أربعة أودية تأتي في أعلى جبال الشريعة، وهي واد يما حليمة، وادي لاخرة، وادي الشريعة، وواد بومعان، وهي المقومات الطبيعية التي تستقطب السٌواح خاصة في فصل الصيف بفضل المياه العذبة الصافية التي تسيل بها، علما أن بلدية حمام ملوان بشكل عام سياحية بامتياز وتعرف إقبالا كبيرا لسكان الولايات المجاورة خاصة في فصلي الربيع والصيف، وبمعدل ألف زائر يوميا، بحسب ما صرّح به، لنا المسؤول البلدي.
وتدعمت بلدية حمام ملوان خلال الفترة الأخيرة بطريق اجتنابي، كما تم فتح الطريق المؤدي إلى حي تباينت والذي يمتد إلى الطريق السيار نحو الجزائر العاصمة، وبات من الضروري تشييد طريق جديدة تربطها بالمدينة الجديدة بوعينان مرورا بالقطب السكني سيدي سرحان لأجل تخفيف الزحمة المرورية التي يتسبب فيها تدفق السواح القادمين من بلدية بوقرة.

شباب يرفعون التحدي في الفلاحة

بلدية حمام ملوان رغم طابعها السياحي، فإنها تصنّف من البلديات الفقيرة، وتعتمد في نفقاتها على ميزانية الولاية، وكذا صندوق التضامن بين البلديات، وفي آخر إحصاء بلغ عدد سكانها 7885 نسمة، ورغم ذلك فهي تُزوّد البلديات المجاورة بالماء الشروب من حاجز مائي يقع بمقطع لزرق، كما تزوّد سد الدويرة بالعاصمة بمياه السقي بحاجز مائي آخر، ويُمارس أغلبية سكانها الفلاحة التقليدية والتي تتمثل أساسا في زراعة أشجار الزيتون، وتربية الأبقار والماعز، وتربية النحل. لكن يقول نائب رئيس البلدية بأن هناك بعض الشباب في البلدية استفادوا من الدعم الفلاحي، وقاموا بتشكيل مستثمرات صغيرة رغم الطابع الجبلي للمنطقة، حيث قام بعضهم بغرس أشجار التفاح، وعرفت مؤخرا لأول مرة غرس أشجار الكرز (حب الملوك)، وهي أمور إيجابية تحدث، على حد قوله، مشيرا إلى أن هذا النشاط الفلاحي لا يتعدى في أغلب الأحياء تحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلات.
 
70 ٪ من مشاريع دعم مناطق الظل أنجزت

وفي سياق ذي صلة، أكد المسؤول البلدي، بأن 70 بالمائة منها اُنجزت، حيث  تم تزويد حي تحامولت بمياه الشرب، وحي الجبسية بالغاز الطبيعي، كما استفادت البلدية من مساحات اللّعب، ثلاث منها تم تسليمها بأحياء تحامولت، الحي الجديد ومقطع لزرق، فيما تم تسجيل مساحة لعب متواجدة على مستوى المراقب المالي سيتم تشييدها لاحقا بحي الجبسية.
كما استفادت بلدية حمام ملوان من الإنارة العمومية على مستوى الخط الرابط بين تحامولت ومركز البلدية، وفي مركز البلدية على مستوى الطريق الرئيسي والطريق المحاذي للوادي، حيث تم الإنتهاء من هذه المشاريع، فيما انتهى الشطر الأول من الإنارة العمومية للخط الرابط بين حمام ملوان مركز ومقطع لزرق، وهناك مشاريع مسجلة سيتم تجسيدها في ميزانية 2021 سيتم تجسيدها لاحقا، مثل تزويد حي بوقايير بمياه الشرب، على اعتبار أنه يضم عدة فلاحين، وهناك مشروع آخر لمياه الشرب بحي الجبسية، وطريق ترابي يؤدي إلى حي الكحايلية، وكذا بئر ارتوازي في مقطع الأزرق، وجدران الإحاطة المشكلة من الأحجار، والتي يتم وضعها بالوديان للحد من الفيضانات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024