أقدم المئات من الفلاحين بالمحمدية، صبيحة أمس، على قطع خط السكة الحديدية، وعرقلة حركة نقل القطارات من وإلى العاصمة – وهران، احتجاجا منهم على شح مياه السقي.
شكّل احتجاج الفلاحين بالمحمدية أمس، مشاكل كثيرة شلّت حركة النقل على شبكة الطرق والنقل بالسكة الحديدية، في شكل من أشكال التصعيد الذي هدد به الفلاحون قبل نحو أسبوع من احتجاجهم بسبب قطع الوكالة الوطنية للسدود لدورة مياه السقي.
ويطالب الفلاحون المحتجون، المنضوون تحت لواء عدة جمعيات للسقي الفلاحي وجمعيات منتجي البرتقال، وزارتي الفلاحة والموارد المائية بفتح تحقيق في المشاكل التي يعانون منها، والتي تسبب فيها سوء تسيير الموارد المائية على مستوى محيط هبرة، مع دعوتهم إلى محاسبة المتسببين في إلحاق الضرر بمنتوجهم.
أوضح الفلاحون المحتجون لـ «الشعب»، «أن دورة السقي لم تتأخر فحسب، إنما تم قطعها فجأة من طرف الوكالة الوطنية للسدود بطلب من مصالح الموارد المائية لمعسكر، بحجة انخفاض رهيب في منسوب مياه سدي ويزغت وبوحنيفية التي تمون محيط هبرة المتخصص في إنتاج الحمضيات مرورا بسد فرقوق المتوحل»، مؤكدين أن دورة المياه المخصصة شملت نحو 5 ملايين م3 من المياه، لكن هذه الكمية لم تصل حقول البرتقال بالمحمدية إلا بعض المساحات الصغيرة التي لم تكفيها الكمية التي تم إطلاقها.
من جهتها مصالح الغرفة الفلاحية لمعسكر حاولت تهدئة الفلاحين، دون أن تخفي أسفها واستياءها من القطع المفاجئ لدورة السقي الفلاحي دون استشارتها، على حد تصريح مقتضب لرئيس الغرفة، الذي أشار في حديث لـ «الشعب» الى ان أغلب الفلاحين المقدر عددهم عموما بـ 2700 منتج للحمضيات بمحيط هبرة لم يتحصلوا على الحصة المقررة من مياه السقي، ما ينذر بتضرر محاصيل الحمضيات.
أما مدير الموارد المائية لولاية معسكر فتحي عوفار، فأكد بدوره أن الفلاحين استلموا حصة أولية من 5 ملايين م3، وهي حصيلة 12 مليون م3 من المياه المخصصة لدورة السقي – تصل منها فقط 5 ملايين بسبب مشاكل ضياع وسرقة المياه – مشيرا أنه بعد احتجاج الفلاحين عملت الوزارة على تخصيص حصة ثانية من 3 ملايين م3 تلبية لطلب الفلاحين على مياه السقي.
وفي ذات الصدد، قال فتحي عوفار، أن وضعية سدود الولاية لا تسمح برفع حصة مياه السقي بسبب انخفاض المخزون الاستراتيجي لمياه سدي ويزغت وبوحنيفية إلى 11 مليون و9 ملايين م3 على التوالي، حيث يخصص هذا المخزون بطريقة عقلانية لتوفير احتياجات الماء الشروب كأولوية.