تشهد هذه الفترة من السنة موانئ ولاية بومرداس إنتاجا وفيرا من لسمك التونة الحمراء، خاصة ميناء رأس جنات المعروف وطنيا بهذا الاختصاص بفضل خبرة الصيادين المتخصّصين في هذا النوع من الصيد البحري، حيث تحوّل منذ بداية شهر رمضان إلى قبلة للمواطنين من الولايات المجاورة لاقتناء مختلف أنواع السمك وبدرجة اكبر التونة الحمراء، لكن بأسعار غير معقولة ولا تعكس قدسية شهر الرحمة، حسب تعليقات المواطنين..
تحوّلت مسمكة ميناء رأس جنات شرق بومرداس منذ بداية شهر رمضان تقريبا إلى سوق مفتوح على الهواء لبيع سمك التونة الحمراء التي انطلق في إنتاجها هذه الأيام وبكميات كبيرة ولو أنها ليست بنفس الكمية التي عرفتها الولاية سابقا، حيث يعرف الميناء إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل اقتناء بعض أنواع السمك، ما خلق ازدحاما كبيرا في الطريق الوطني رقم 24 خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يفضل البعض التنقل والقدوم من ولايات مجاورة كالعاصمة وتيزي وزو خصيصا لاقتناء السمك ومنها سمك التونة الحمراء التي تصنع الحدث محليا هذه الأيام ليس فقط بميناء جنات بل في مختلف طاولات بيع السمك الممتدة عبر المدن الساحلية من بودواو البحري إلى دلس.
في جولة قصيرة لعدد من طاولات البيع التي تخلّت عن سمك السردين لتتزين بسمك التونة من مختلف الأحجام، توقفت الشعب عند هذه الحركية أو الظاهرة التي تعرفها الولاية خلال هذه الفترة من كل سنة التي تشهد فيه نقاط البيع المهيّأة منها مسمكة رأس جنات والمسمكة الصغيرة ببلدية دلس وحتى النقاط العشوائية على أرصفة الطرق تزاحما كبيرا للمواطنين والفضوليين الذين تجذبهم طريقة تقطيع السمك ولحومها الحمراء الجذابة، لكن بأسعار تجاوزت الحدود المعقولة حسب رد وتعليقات المشترين وهذا بسعر لم ينزل عن 1200 دينار للكلغ، عكس السنوات الماضية الذي كان يتراوح ما بين 800 إلى 1000 دينار، وأحيانا نزل حتى 500 دينار، برأس جنات قبل حوالي 3 سنوات.
مع ذلك يؤكد بعض المواطنين وحتى الصيادين لـ»الشعب» على الرغم ارتفاع سعر سمك التونة الحمراء، إلا أنه يعتبر أفضل بكثير من لحوم الأبقار التي يبدأ سعرها من 1300 دينار للكلغ رغم ما أصبح يشكله من خطر على صحة المستهلك بسبب طبيعة التغذية الصناعية والمواد الكيماوية والأدوية التي تسرع عملية النمو، في حين يشكّل السمك بكل أنواعه مادة غذائية طبيعية وغني بالبروتينات، كما أدى تراجع إنتاج الثروة السمكية وغلاء الأسعار إلى تراجع نسبة الاستهلاك أيضا، ما خلق هذا النوع من الإقبال الذي تعرفه حاليا نقاط بيع سمك التونة على حدّ تعبيرهم».
يذكر أن حركية سوق السمك بولاية بومرداس شهدت هذه السنة تحسنا ملحوظا من حيث الإنتاج بشهادة بعض الصيادين، خاصة بالنسبة لسمك السردين بسبب طبيعة المناخ، لكن الأسعار تبقى في غير متناول الجميع وبالخصوص العائلات المعوزة، حيث تراوح معدل الكلغ ما بين 400 الى 500 دينار تقريبا على طول السنة، ما عدا بعض الفترات من السنة التي تراجع فيها قليلا بسبب كثرة الإنتاج التي تزامنت مع تحسن الأحوال الجوية.
كما شكّلت الظروف المناخية المتقلبة وارتفاع درجة تلوث مياه البحر على طول الشريط الساحلي لبومرداس، تراجعا مخيفا في الثروة السمكية بسبب تدمير الحياة البيولوجية، وهو ما أدى إلى تذبذب في الأسعار مع التفكير في توسيع نشاط تربية المائيات في الأقفاص العائمة والحواجز الطبيعية في محاولة للرفع من قدرات الانتاج الى حوالي 15 ألف طن سنويا لتلبية حاجيات السوق المحلي لكنها تبقى توقعات بعيدة المنال في الظرف الحالي نتيجة تعطل عدد من المشاريع الاستثمارية لأسباب مختلفة.