كشفت رئيسة مصلحة حقن الدم بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بولاية باتنة، الدكتورة بلعيد يسمينة، أن المركز يحتاج إلى أكثر من 10 آلاف كيس سنويا لمواجهة الطلب المتزايد على الدم من طرف مختلف المؤسسات الاستشفائية بباتنة، مؤكدة جمع أكثر من 8 آلاف خلال سنة 2018.
أشارت المتحدثة في تصريح لجريدة «الشعب»، على هامش تنظيم حملة للتبرع بالدم لفائدة موظفي المستشفى والتي لقيت تجاوبا واسعا، إلى أن العمال والأطباء والممرضين وباقي الأسلاك الطبية الأخرى هم الأكثر قربا من المريض والأكثر معاناة معه من نقص الدم، وقد تمّ تسجيل تجاوب كبير من طرف المعنيين من خلال إقبالهم الكبير على حملة التبرع التي أشرف عليها مختصون من ذات المستشفى.
تندرج حملة «قطرة دم تساوي الحياة «، حسب بلعيد في إطار النشاطات الدورية لمركز جمع الدم الذي دأب على تنظيم مثل هذه المبادرات طيلة العام، إضافة للحملات التحسيسية التي يقوم بها لفائدة الموطنين وزوار المستشفى، حيث يتمكّن المركز الذي يتوفر على كفاءات بشرية طبية مختصة من جمع 100 كيس يوميا في الغالب خلال مثل هذه الحملات لتلبية حاجيات مركز الدم الذي يشهد في الآونة الأخيرة نقصا معتبرا في الدم بمختلف زمره وكذا الصفائح الدموية التي تعتبر قليلة الاستجابة من طرف المواطنين وكثيرة الطلب من طرف مرضى السرطان بالمركز الجهوي لمكافحة الأمراض السرطانية بباتنة، خاصة سرطان الدم لدى الأطفال.
وبلغة الأرقام أشارت الدكتورة بلعيد إلى 60 بالمائة من المتبرعين هم من أسر المرضى و10 بالمائة متبرعين دائمين، كما تمّ خلال العام المنصرم توجيه 562 كيس دموي لمصلحة الجراحة العامة و1284 كيس لمصلحة الاستعجالات الطبية و560 كيس لمصلحة طب الأطفال والرضع و1482 كيس دموي لمصلحة أمراض الدم، إضافة إلى 1241 كيس للمؤسسة الاستشفائية الأم والطفل مريم بوعتورة، وأخيرا 2885 كيس تمّ توجيهها لمركز مكافحة الأمراض السرطانية.
وأوضحت أن عملية التبرع تتمّ تحت إشراف إطار طبى متكامل وفى إطار السرية التامة لتحديد الحالة الصحية للمتبرع ولتأمين سلامة المتلقى، إضافة إلى إجراء تحاليل بيولوجية لتحديد الزمرة والكشف عن الأمراض المنقولة بالدم أن وجدت مذكرة بأن سن المتبرع يجب أن يتراوح بين 18 و65 سنة وانه يتم سحب 400 مل من الدم من كل متبرع.
وأفادت أن غياب ثقافة التبرع الدائم بالدم حال دون تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الحيوية، مشيرة إلى أن أغلب الأكياس التي يتمّ جمعها تكون بواسطة متبرعين من أقارب المريض، رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة في توفير كل المعدات اللازمة للتبرع بالدم، وإطلاق حملات تحسيس وتوعية بذلك، حيث يعتبر التبرع عمل إنساني بالدرجة الأولى ينقذ حياة الإنسان، وقد استحسن المتبرعون المبادرة ويأملون أن تكون متواصلة، لتحقيق اكتفاء في الدم لإنفاذ حياة المرضى.