في إطار سعي السلطات المحلية إلى تحسين الإطار المعيشي وتعزيز الحس البيئي لدى المواطنين، انطلقت أول أمس الجمعة، الطبعة الخامسة من حملة التنظيف الكبرى بالعاصمة الجزائرية، تحت إشراف والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، وبمشاركة واسعة من مختلف المصالح العمومية والجمعيات البيئية والمواطنين المتطوعين.
تعتبر الحملة استكمالا للنجاحات التي حققتها الطبعات الأربع السابقة، التي أثبتت فعاليتها في تعزيز الوعي البيئي وتحفيز المواطنين على الانخراط في الجهود الجماعية للحفاظ على نظافة الأحياء.
ولهذا الغرض، تم تسخير إمكانيات مادية وبشرية هائلة لضمان نجاح الحملة، من خلال تعبئة فرق النظافة التابعة للبلديات ودعم المؤسسات العمومية الولائية مثل “نات كوم” و«إكسترانات”، بالإضافة إلى مشاركة مختلف المديريات التنفيذية والمصالح التقنية لولاية الجزائر.
وتحت شعار “نتعاونوا شوية، حومتنا تبقى نقية”، شهدت الحملة انخراطا واسعا من قبل فعاليات المجتمع المدني، مثل الكشافة الإسلامية الجزائرية والجمعيات البيئية، إلى جانب النوادي الثقافية والرياضية، بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين الذين استجابوا لدعوة المشاركة، وهو ما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على نظافة الأحياء والمحيط العام.
إلى جانب الجانب العملي المتمثل في جمع النفايات وتنظيف الشوارع والساحات العامة، حملت التظاهرة أيضًا بعدًا توعويًا مهمًا، من خلال تنظيم حملات تحسيسية تهدف إلى تعزيز ثقافة النظافة والمسؤولية البيئية لدى السكان، وخاصة الأطفال والشباب الذين أبدوا حماسًا كبيرًا في المشاركة في ورشات التنظيف.
وبالمناسبة أعرب والي ولاية الجزائر عن تقديره للاستجابة الواسعة لهذه المبادرة، مؤكّدًا على ضرورة ترسيخ ثقافة النظافة كمسؤولية جماعية، داعيًا المواطنين إلى الاستمرار في هذه الديناميكية بعد انتهاء الحملة لضمان بيئة نظيفة ومستدامة، كما أضاف أن ولاية الجزائر ستواصل جهودها لدعم مثل هذه المبادرات البيئية من خلال برامج دورية تشمل كافة أحياء العاصمة.
وتمثّل هذه الطبعة الخامسة لحملة التنظيف الكبرى خطوة إضافية في مسار تحسين الإطار المعيشي وتعزيز السلوك الحضاري، وأكدت من جديد أنّ النظافة ليست مسؤولية مؤسسات الدولة فقط، بل هي التزام جماعي يتقاسمه الجميع، أفرادًا وهيئات من أجل مدينة أنظف وأكثر جاذبية.