ملامحه العمرانية في اندثار متواصل

حي «السويقة» بقسنطينة يفقد مقوماته التراثية و ينتظر حلولا

قسنطينة / احمد دبيلي

تحوّل حي «السويقة» العتيق بقسنطينة في الأعوام العشرة الأخيرة الى شبح بعد أن فقد الكثير من مقوماته التراثية خاصة في جانبها العمراني والذي بدأت معالمه تندثر مع مرور الوقت بفعل الإنسان من جهة، وتهاون الإدارة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جهة أخرى؟

«السويقة»، هذا الحي العتيق أو المدينة العتيقة والتي تتربّع مساكنها على حافة الصخرة الغربية لوادي الرمال، بأزقتها الضيقة ومبانيها المتراصة بطابعها العمراني المتميز، قبلة للسياح وأبناء المدينة وضواحيها للتسوق من محلاتها التي تتوفر على مختلف المواد التي يحتاجها المواطن لاستهلاكه اليومي وأيضا  كل المواد التقليدية التي تشتهر بها قسنطينة، ولا يجد المتسوق ضالته إلا فيها، غير أن هذه الوجهة، بدأت في السنوات الأخيرة تفقد الكثير من بريقها بعد أن تحوّلت مبانيها إلى أنقاض وتمّ ترحيل قاطنيها الى مساكن جديدة في إطار القضاء على المباني الهشة والتي مسّت تقريبا كل الأحياء القديمة بمدينة قسنطينة.
وإذا كانت بعض معالم السويقة لا تزال قائمة تصارع الزمن؟ فإن شريانها الرئيسي أو شارع «سليمان ملاح» والذي تتراص على جانبيه كل المحلات التجارية التي تميز «السويقة» وتستقطب المتسوقين، فقد في معظمه مقوماته بعد أن أغلقت الكثير من المحلات التجارية بفعل انهيار المباني المتواجدة بها، فإن التفاتة سريعة وضرورية في الوقت الحاضر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يفقد هذا  الشريان مقوماته التراثية ويُعجل باندثار أحد المعالم التي تميزت بها قسنطينة عبر الزمن.
ولعلّ من التساؤلات التي يطرحها الشارع القسنطيني اليوم بعد أن أفرغ هذا الحي من سكانه وبدأت محلاته «المتبقية» لا تستقطب سوى شريحة قليلة من المتسوقين خاصة في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف وعاشوراء؟ فما هو مصير هذا الحي في السنوات القليلة القادمة؟ وما هي الإجراءات المستعجلة المتخذة لإعادة الاعتبار إلى بعض معالمه ومقوماته التراثية حتى لا تلقى مصير بناياته التي تهدّمت في السنوات الماضية؟ علما أن هذه الأسئلة التي أسالت كثيرا من الحبر في السنوات الماضية؟ بقي الصمت يخيم عليها إلى اليوم؟ مع استمرار فقدان هذا الحي لمعالمه التي لم تستطع مع كل هذه النداءات مقاومة الزمن؟.
الجدير بالذكر، أن ما ينطبق على حي «السويقة» ينطبق أيضا على الكثير من أحياء قسنطينة العتيقة كـ «رحبة الصوف»، «الرصيف»، «سيدي الجليس»، «الجزارين» وغيرها من الأحياء الأخرى التي تشتهر بها قسنطينة باعتبارها حافظة بامتياز للتراث المعماري لهذه المدينة العتيقة؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024