إزالة طاولات تجّار الأرصفة ببوزرينة

الطّريق العمومي يعود إلى الرّاجلين والسيارات

جمال أوكيلي

 ارتياح واسع لدى المواطنين وأصحاب المحلات

عادت أحياء أحمد بوزرينة «لالير سابقا» وما جاورها من زوايا الأزقّة إلى قاطنيها وقاصديها بعد أن كانت تحت رحمة تجار الأرصفة طيلة سنوات، حوّلوها إلى سوق كبير يبيعون فيه كل ما وقع في أيديهم من مواد غذائية، التنظيف، العجائن، الأقمشة، الملابس، الأحذية والقائمة لا تعد ولا تحصى نظرا لاتّساعها بشكل ملفت للنظر.

اليوم، قد يتفاجأ الزائر الذاهب إلى عين المكان للديكور الجديد الذي يطبع هذا الموقع، وكأنّ شيئا لم يكن من قبل عقب قرار استرجاع الطّرق العمومية إلى أهلها وعدم تركها في أيدي أناس احتلّوها بالقوة، ونسبوا مربّع البيع إلى أنفسهم وكأنّه ملك خاص لا يسمح لأي كان استغلاله لأغراض أخرى، الكل يتم تحت الطّاولة من صفقات مالية خيالية قصد الحصول على حيّز هناك، كون المساحة الممتدة من مدخل الحي في الأعلى وإلى غاية حدود مسجد كتشاوة مقسْمة تقسيما دقيقا بين البارونات وذوي السوابق العدلية، وغيرهم من أشخاص أحيانا غرباء، تراهم يتفاوضون على المكان تبدأ من ما يعرف بـ «الأقواس» بطاولات للباس، الأحذية، الأقمصة، الحقائب ثم الأواني، العجائن، مواد التنظيف الستائر المنزلية.
وبدءاً من الساعة التاسعة صباحا، تبدأ النساء خاصة تتوافد على هذا الفضاء مستغلة الأسعار المنخفضة، زيادة على وجود الميترو الذي يأتي بالعائلات من عين النعجة وغيرها إلى غاية ذلك السوق الفوضوي وقد لاحظ الجميع هذه النقلة.
هذا الكم من الناس، حوّل هذه الجهة حقا إلى جحيم لا تستطيع المرور راجلا أم مستقلا سيارتك نظرا لعرقلة الحركة من قبل هؤلاء، وفي هذا الإطار نصب البعض من الشباب هناك أنفسهم أوصياء على الطريق العمومي سيطروا على أماكن التوقف بطريقة غير قانونية بأسعار عالية يضطر أصحاب السيارات دفعها عندما يكون رفقة العائلة، والعنصر النسوي هو الأكثر حضورا.
وقد عبّر الكثير من التجار الشرعيين عن ارتياحهم لإزالة هذا السوق الفوضوي لتعود الحياة إلى طبيعتها كما كان الحال في السابق، ومنع هؤلاء من الرجوع ثانية بعد أن تم طردهم من بومعطي وباش جراح، يبحثون دائما عن مكان آخر لممارسة هذا النشاط المخالف للقانون باستحداث تجمع لأصحاب الطاولات في الطرقات العمومية ليتحوّل إلى سوق وعليهم اليوم نقل بضائعهم إلى أماكن أخرى، وسحبها من مستودعات التخزين الموجودة بعمارات ومحلات أحمد بوزرينة لأنّ الشّارع أعيد لأهله رسميا، ولا يفكّرون أبدا في العودة ثانية بالرغم من اعتقادهم ذلك يوميا يبعثون أفرادا لترصد الوضع، آملين في استئناف هذا النشاط الموازي، الذي أضرّ كثيرا بتلك الجهة التي أصبحت سياحية بامتياز.
وفي هذا السياق، تنوي الجهات المسؤولة التوسع في هذه العملية الخاصة بتطهير المحيط، وهذا بإزالة كل الطّاولات التي تعرقل حركة سير المواطن وتشوّه كذلك المنظر العام للعاصمة، التي ليست أسواقا فقط وإنما من أجمل عواصم المتوسط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024