مخيّم لأطفال طيف التّوحّد

ترفيــه وإدمـاج في بيئـة آمنة بسكيكدة

خالد العيفة

 في مبادرة إنسانية رائدة ومؤثّرة، احتضنت ولاية سكيكدة فعاليات المخيم الوطني الموجه لأطفال طيف التوحد البسيط، الذي نظمته مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب ومختلف الشركاء، تحت شعار «نشاط – متعة – إدماج»، وذلك من 16 إلى 22 أوت 2025، بدار الشباب «بلقاسم كحلولي زيدان – الإخوة ساكر».

 شكّل هذا المخيم الصيفي، الذي استهل بانطلاقة رسمية من مسبح «عيسى دراوي» وسط حضور رسمي معتبر، مناسبة لترجمة سياسة الدولة الجزائرية في إدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الحياة الاجتماعية، من خلال تهيئة فضاءات آمنة، تربوية وترفيهية، تستجيب لخصوصياتهم النفسية والسلوكية.
وعرف المخيم مشاركة واسعة وتأطيرا نوعيا ساهم فيه إطارات مديرية الشباب والرياضة، المركب المتعدد الرياضات، ديوان مؤسسات الشباب، وفرق الدعم النفسي والاجتماعي التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي، إلى جانب متطوعين ومختصين نفسانيين من نوادي صحة الشباب.
وقد أُشرف على إطلاق التظاهرة رشدي العصوي، مستخلف مدير الشباب والرياضة، بحضور كل من مدير النشاط الاجتماعي ومدير ديوان مؤسسات الشباب، إضافة إلى ممثلي السلطات المحلية، مما منح الحدث بعدا رسميا وتنظيميا عالي المستوى.
وشملت الأنشطة برامج متنوعة جمعت بين الجانب الترفيهي، التربوي والدعمي، حيث استمتع الأطفال بورشات للرسم والحرف، ألعاب جماعية، جلسات استرخاء وتواصل، وأيام شاطئية ونشاطات مائية آمنة خصصت بعناية لهذه الفئة، مع توفير تغطية طبية مستمرة من فرق الحماية المدنية.
وأوضحت إحدى المؤطرات المشاركات في المخيم لـ «الشعب»، أن الهدف لم يكن الترفيه فقط، بل توفير مناخ يساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس، تعزيز مهاراتهم الاجتماعية، والتعبير عن ذواتهم بحرية في أجواء يشعرون فيها بالقبول والانتماء، وأضافت «التجاوب كان كبيرًا من الأطفال وأوليائهم منذ اليوم الأول، ما يدل على الحاجة الملحة لمثل هذه الفضاءات».
ويعد تنظيم مثل هذه المخيمات ترجمة فعلية لحرص الدولة الجزائرية على تفعيل مقاربة الإدماج الاجتماعي، من خلال إشراك الأطفال ذوي طيف التوحد في الحياة العامة، وكسر حواجز العزلة، خاصة في ظل قلة المرافق المتخصصة.

مرافقة نفسيــة وتربويـة

 وعلى مستوى شاطئ العربي بن مهيدي، تواصلت الفعاليات الصباحية في أجواء حماسية، حيث شارك الأطفال في أنشطة مائية منظمة، بإشراف مؤطّرين مؤهّلين، وضمانات أمنية من الحماية المدنية، واستقبل المسبح الجواري «علي زطوطة» بسيدي مزغيش فوجا آخر من المشاركين في جو تميز بالبهجة والاندماج.
وفي هذا السياق، صرّح رشدي العصوي: «هذا المخيم يعكس التزام الدولة الفعلي بتكريس سياسة الإدماج عبر فضاءات مهيأة ومرافقة دائمة، وهو نموذج يجب أن يُعمّم وطنياً». من جهته، ثمّن طيبي عبد الوهاب، مدير ديوان مؤسسات الشباب، الجهود التشاركية «النتائج الإيجابية التي نلاحظها يومياً على سلوك الأطفال تؤكد فعالية هذا العمل الجماعي بين القطاعات المختلفة».
وحظيت المبادرة بترحيب واسع من الأولياء، حيث عبّرت والدة أحد الأطفال عن سعادتها «ابني ينتظر هذا المخيم منذ شهور، شكراً لكل من ساهم في هذه الفرصة»، فيما أثنى ولي مشارك آخر على حسن التنظيم والتكامل بين مختلف الفرق، مؤكّدا أن «أطفالنا يستحقون الأفضل، واليوم وجدوه فعلاً خلال هذا المخيم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19858

العدد 19858

الإثنين 25 أوث 2025
العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025