دعوة لتكثيف الحملات التحسيسية في وهران

الوعي الجماعي أساس حماية البيئة

مسعودة براهمية

تسعى مديرية البيئة لولاية وهران إلى لعب دور محوري في تعزيز الوعي البيئي، من خلال إطلاق حملات تحسيسية مكثفة، تهدف إلى توجيه الأنظار نحو أهمية الالتزام بالقوانين البيئية، وتسليط الضوء على الجانب الردعي كوسيلة للحد من التجاوزات والممارسات الضارة بالبيئة.

تندرج هذه الحملات، ضمن جهود تفعيل القانون الجديد المتعلق بتسيير النفايات، والذي يتضمن إجراءات ردعية صارمة للحد من هذه الظواهر، وفقا لما صرّحت به رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام والتربية البيئية بمديرية البيئية لوهران، منصوري عائشة.
أوضحت منصوري في تصريح لـ«الشعب” أن “الحملات التحسيسية، تُعد أداة فعالة لنشر الثقافة البيئية، خاصة بعد تعديل القانون رقم 01-09 واستبداله بالقانون رقم 25-61، الذي جاء ليعزز الردع القانوني.”
وأضافت أن “القانون الجديد، يتضمن مواد صارمة، من المادة 55 إلى 66، تنص على عقوبات تشمل السجن والغرامات المالية بحق المخالفين، خصوصا أولئك الذين يرمون النفايات خارج الأوقات المحددة أو في أماكن غير مخصصة لها، فضلا عن التصرفات غير المسؤولة التي تُلحق ضررا بالبيئة وتُعيق جهود الحفاظ عليها.”
أكدت المسؤولة أن “مصالح المديرية نفذت سلسلة من العمليات الميدانية المكثفة خلال موسم الاصطياف لسنة 2025، أبرزها دعم البلديات الساحلية بما يقارب 2200 حاوية نفايات بسعات تتراوح بين 240 و770 لترا، استفادت منها بلدية وهران بشكل خاص.”
ورغم هذا التدعيم، شددت منصوري على أن “العدد يبقى غير كافٍ بالنظر إلى الكثافة السكانية التي تتجاوز مليوني نسمة، فضلا عن استقبال الولاية لأكثر من 12 مليون سائح خلال الموسم ذاته، ما يضاعف الضغط على البنية التحتية البيئية.”
وفي إطار الحملة الوطنية لتنظيف الشواطئ من الطحالب والنفايات، كشفت المتحدثة عن “تنظيم حملات تنظيف واسعة النطاق، بالتنسيق مع جمعيات بيئية وفعاليات المجتمع المدني، حيث اختُتمت هذه المبادرات بشاطئ الكثبان، في مشهد يعكس تضافر الجهود لحماية الفضاءات الساحلية.”

الفرز العشوائي يهدّد التسيير البيئي

من جهة أخرى، نبهت منصوري إلى “ظاهرة سرقة الحاويات وعمليات الفرز العشوائي للنفايات، لما لها من تأثيرات سلبية على نظام التسيير البيئي.”، مشيرة إلى أن بعض “المواد تُسترجع بطرق غير منظمة داخل ورشات غير مرخّصة، بينما يتم التخلص من الباقي بشكل غير مدروس، ما يُعيق جهود المعالجة المستدامة ويُربك مسار إعادة التدوير الفعّال.”
وفي هذا السياق، ذكّرت “بصدور مرسوم تنفيذي سنة 2024، يهدف إلى تنظيم نشاط المستثمرين في مجال جمع واسترجاع النفايات، ويحدد شروط منح التراخيص والمواد المسموح باسترجاعها، في خطوة نحو تقنين هذا القطاع الحيوي.”
أكدت رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام والتربية البيئية بمديرية البيئية لوهران، منصوري عائشة، على “ضرورة تعزيز الحملات التحسيسية، لا سيما تلك التي تهدف إلى تعريف المواطنين بمضامين القانون البيئي الجديد”، معتبرة أن هذا “المسعى يمثل حجر الأساس في حماية البيئة والصحة العامة بولاية وهران.”
كما شددت رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام والتربية البيئية بمديرية البيئة لوهران، منصوري عائشة على “أهمية إشراك المواطن في هذه الديناميكية البيئية، ليكون عنصرا فاعلا في الحل بدلا من أن يكون جزءا من المشكلة”، مؤكدة أن “تحقيق بيئة نظيفة ينطلق من وعي جماعي، ومن تطبيق صارم للقانون على الجميع دون استثناء.
وفي إطار تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات، دعا الوالي إلى إطلاق حملات تنظيف واسعة، تشمل جميع الأحياء، مع ضمان استمراريتها وتقييم نتائجها بشكل دوري، مشيرا إلى أن هذه الحملات يجب أن تكون مدعومة بآليات مراقبة فعالة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
كما ألزم رؤساء البلديات والمندوبيات بمتابعة دقيقة لهذه العمليات، محمّلا رؤساء الدوائر والبلديات المسؤولية الكاملة عن أي تقصير قد يُسجل مستقبلا، ومؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد رقابة صارمة ومحاسبة فعلية لكل من يخلّ بالتزاماته تجاه هذا الملف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025