طبق الرقاق في مستغانم

سلطان مائدة إفطار ليلة النصف من رمضان

غانية زيوي

يكتسي الاحتفال بليلة النصف من رمضان طابعا خاصا ومميزا لدى العائلات المستغانمية التي تعكف على إحياء مجموعة من العادات والتقاليد ترسّخت في مخيالها الاجتماعي، وأصبحت تكتسي طابعا خاصا تميزه الأجواء الروحانية ولمة العائلة، حيث تحرص على إعداد أطباق تقليدية مختلفة من المأكولات والحلويات، فضلا عن إحياء شعائر دينية وتصويم الأطفال لأول مرة، مع تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب في جو من التآخي والتآزر.
 تعتبر ليلة النصف من رمضان ليلة مميزة لدى العائلات المستغانمية، التي دأبت على تحضير الطبق التقليدي الخاص بهذه المناسبة المباركة وهو طبق “الرقاق” سلطان مائدة الإفطار، إلى جانب تحضير ما لذ وطاب من المأكولات، وهو تقليد متوارث عبر الأجيال المتعاقبة تحرص على المحافظة عليه وترسيخه للأجيال القادمة، لتكون ليلة “النصفية” كتابا مفتوحا على الزمن الماضي من خلال عادات وتقاليد متنوعة.
ويعد طبق “الرقاق” من الأطباق التقليدية المفضلة التي توارثتها العائلات المستغانمية، وتحبذ أن تكون حاضرة على المائدة الرمضانية في النصف من رمضان، وحسب المتداول عليه فإن أكلة “الرقاق” مشتقة من “الرقائق” بما معناه شرائح رقيقة جدا محضرة من عجينة السميد في شكل دائري رفيع للغاية وشفاف، وتقدم بمرق الخضر والدجاج، ويفضل البعض تحضيره في المنزل فيما يفضل البعض الآخر اقتناءه من المحلات أو طلبه من عند الحرفيات المعروفات بإتقان صنع الرقاق.
كما يعتبر الاحتفال بهذه الليلة فرصة للتآخي ولمّ شمل العائلة من خلال دعوة الأهل والأقارب وحتى الجيران للسهر على طاولة الشاي والتحليات، وما طاب من حلويات الصامصة والمحنشة والقطايف، وتستمر السهرة حتى موعد السحور.
تعويد الأطفال على الصّوم
 كما يشكّل تعويد الأطفال على الصيام أحد أبرز العادات التي تحرص عليها العائلات المستغانمية في النصف من رمضان، حيث يتزين الأطفال في يوم صيامهم بأبهى حلة من اللباس التقليدي الأصيل، وتتزين الطفلة الصائمة مثل عروس صغيرة وتلبس الزي التقليدي المستغانمي المعروف بـ “الشدة المستغانمية”، وللولد اللباس التقليدي، كما يتم وضع خاتم من ذهب في كأس الحليب حسب ما تقول خالتي “جميلة” “حتى يصبغ في قلبه الصيام”، وليبقى الصيام الأول عند الأطفال يوما مشهودا لا يزال يحظى بمكانة خاصة عند العائلات المستغانمية.
وبهذا تحيي العائلات المستغانمية على مر الزمن مجموعة من العادات والتقاليد الأصيلة التي ترسّخت لديها، وأصبحت تكتسي طابعا خاصا بالرغم من التغيرات التي طرأت على المجتمع، إلا أنها ما زالت حاضرة وتؤكّد حضورها الدائم وتجدّدها في كل مناسبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19724

العدد 19724

السبت 15 مارس 2025
العدد 19723

العدد 19723

الخميس 13 مارس 2025
العدد 19722

العدد 19722

الأربعاء 12 مارس 2025
العدد 19721

العدد 19721

الثلاثاء 11 مارس 2025