يعود تأسيس مسجد سيدي معيزة ببلدية تنس ولاية الشلف إلى القرن التاسع الميلادي في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وهي مكان قبيلة مغراوة والتي تمركزت بعد دخولها إلى شمال إفريقيا بأعالي سهل وادي الشلف بحسب موقع “الأوقاف الجزائرية”، ويذكر الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي في تاريخه أن من أشهر ولاة الجزائر وزعمائها زعيم مغراوة ورئيسها العظيم صولات بن وزمار بن صقلاب وقبيلته من أشهر القبائل البربرية العتيقة المتفرعة من زناتة وموطنها بشمال الونشريس ووادي شلف إلى البحر، وقد وفد على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأسلم على يده وقيل كانت وفادته على الخليفة صحبة عبد الله بن سعد بن أبي سرح وعقد له الخليفة على قومه وأبقاه رئيسا عليهم.
يتميز المسجد بهندسة معمارية جمعت بين الحضارات المشرقية الأندلسية والمغاربية، ويتواجد به أقدم نمط للمحراب، وقد بني وفقا لمسجد دمشق. تم تصنيفه بتاريخ 20 ماي1905م وأعيد تصنيفه بعد الاستقلال عام 1967م طبقا للأمر رقم: 67–281.
ويقال إنّ أول إمام أمَّ بالناس به هو الشيخ سيدي عبد الله المغراوي التَّنَسي المتوفى سنة 899م، وهو العلامة الجزائري الذي ارتبط اسمه بالمصحف الشريف الذي تمّ طبعه بالمملكة العربية السعودية، حيث تم الاعتماد في ضبط على كتابه الطراز على ضبط الخراز، ثم جاء بعده سيدي أبو أحمد أبو معزة المعروف بسيدي معيزة والذي يعود أصله إلى مدينة معسكر، والذي يعود اسم المسجد إليه.
أما مدينة تنس فهي من أعرق مدن حوض البحر الأبيض المتوسط بالنظر إلى تاريخها الحافل بالأحداث والحضارات التي تعاقبت على مرفئها، تستمد تسميتها من الكلمة البربرية والتي تعني المفتاح، عرفت عند الفنيقين بكارتينا التي تعني المدينة المفتاح، أما الرومان فسموها كارتينا كولونيا بمعنى مستعمرة كولونيا نظرا لازدهارها في عصرهم، يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 785م/262هـ على يد البحارة الأندلسيين.