وضعت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سعيدة برنامجا متكاملا يهدف إلى تهيئة الأجواء الدينية والاجتماعية والثقافية لاستغلال هذا الشهر الفضيل بالشكل الأمثل. يسعى البرنامج إلى تعزيز روح التضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إثراء الأنشطة الدينية والعلمية التي تساعد الصائمين على الاستفادة الروحية الكاملة من الشهر الكريم.
في إطار تعزيز قيم التكافل الاجتماعي، سيتم تكثيف الجهود الخيرية لمجلس “سبل الخيرات”، من خلال تنظيم حملة وطنية لجمع وتوزيع الزكاة تحت إشراف أئمة المساجد، لضمان وصول المساعدات المالية إلى مستحقيها. كما سيتم جمع وتوزيع قفة رمضان عبر مختلف مساجد الولاية، بإشراف لجان مختصة بالتعاون مع الأئمة، مما يسهم في توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات المعوزة خلال الشهر الكريم. وإضافة إلى ذلك، سيتم برمجة ختان جماعي للأطفال الفقراء بالتنسيق مع مديرية الصحة، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن الأسر المحتاجة، وتمكين الأطفال من الاستفادة من هذه المناسبة المباركة في أجواء احتفالية خاصة.
ضمن الجهود الصحية، سيتم تنظيم حملات للتبرع بالدم عبر مساجد الولاية، وذلك بالتنسيق مع مديرية الصحة بهدف دعم المرضى المحتاجين إلى عمليات نقل الدم، خاصة خلال شهر رمضان الذي يشهد نقصا في التبرعات. كما ستتم برمجة زيارات إنسانية إلى مستشفى أحمد مدغري ومستشفى الأطفال، بهدف تقديم الدعم المعنوي والنفسي للمرضى وإدخال البهجة إلى قلوبهم.
ولضمان توزيع زكاة الفطر بطريقة عادلة، ستعمل الجهات المعنية على جمعها وتنظيم عملية توزيعها على الفقراء والمحتاجين، بما يحقّق مبدأ العدالة الاجتماعية. ولمواجهة ارتفاع الأسعار خلال الشهر الكريم، سيتم إطلاق حملات تحسيسية تدعو إلى التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع، وتحفيز التجار على تخفيف الأعباء عن المواطنين، وذلك بالتنسيق مع مديرية التجارة وإذاعة سعيدة الجهوية، لضمان توعية أوسع شريحة ممكنة.
لتوسيع دائرة الاستفادة، سيتم تأطير الأنشطة الدينية داخل دور الشباب، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة، ممّا يتيح للشباب فرصة الانخراط في أجواء روحانية وتعليمية متميزة. كما ستُبث 15 حصة فقهية عبر الإذاعة الجهوية، تتناول مختلف الجوانب المتعلقة بشعيرة الصيام وأحكامها، لضمان وصول الفائدة إلى أكبر عدد ممكن من الصائمين. أما نزلاء المؤسسات العقابية، فسيحظون ببرنامج ديني خاص يشمل دروس دينية ومسابقات في حفظ القرآن الكريم، بهدف إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع من خلال القيم الإسلامية السامية.
وحرصا على إشراك المرأة في هذا البرنامج، سيتم تنظيم أنشطة نسوية عبر 40 مسجدًا، بإشراف المرشدات الدينيات، حيث ستُعقد دروس ومحاضرات تناقش قضايا المرأة في الإسلام، مع التركيز على دورها في بناء الأسرة والمجتمع. وستُحيي المناسبات الدينية التي تتزامن مع شهر رمضان، مثل ذكرى غزوة بدر، فتح مكة، عيد النصر، وليلة القدر، من خلال محاضرات ودروس الوعظ تُقام في جميع مساجد الولاية، بهدف استلهام العبر من هذه المناسبات التاريخية العظيمة. كما سيتم تنظيم حفل رسمي بمناسبة ليلة القدر بحضور السلطات المحلية، في مسجد الأمير عبد القادر، حيث سيتم تكريم حفظة القرآن الكريم والمتميزين في المسابقات الدينية.
تعزيزا للجهود المبذولة، سيتم تنظيم ملتقيات شبابية علمية لمناقشة القضايا الدينية والاجتماعية من منظور إسلامي معاصر، ممّا يسهم في توعية الشباب وإرشادهم نحو الفهم الصحيح لمبادئ الدين. ومن المبادرات الأخرى، سيتم تنظيم ورشات لحفظ وتجويد القرآن الكريم، بمشاركة قرّاء وأئمّة متخصّصين لتطوير مهارات التلاوة لدى المشاركين.
ولتعزيز روح التعاون داخل المجتمع، التي تهدف إلى تشجيع الأفراد على مساعدة جيرانهم، خاصة الأسر الفقيرة وكبار السن، بما يعكس القيم الحقيقية للتراحم والتآزر خلال الشهر الفضيل. كما سيتم إعداد كتيبات ومنشورات دينية توزع في المساجد والأماكن العامة، تحتوي على إرشادات للصائمين، أدعية، وأحكام الصيام، لمساعدة المواطنين على أداء عباداتهم بشكل صحيح.
يهدف هذا البرنامج الشامل إلى جعل شهر رمضان فرصة لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية والعلمية، وضمان استغلاله بما يحقق الفائدة للمجتمع ككل، ويعزّز من أجواء الخير والبركة التي يتميز بها هذا الشهر الكريم.
