طقوس البلوغ

احتفال بهيج بصيام الطّفل

نيليا. م

 يعتبر صيام الأطفال من الأحداث المهمة خلال شهر رمضان لدى العائلات في منطقة القبائل، والتي تختص هذا اليوم بعادات وطقوس تبقي على هذا اليوم ذكرى جميلة ورائعة في ذهن الطفل الصائم، والذي خرج من سن البراءة ودخل سن البلوغ، الذي يحتم عليه وفقا للعادات والتقاليد صيام شهر رمضان كاملا، بعد أن كان يكتفي خلال السنوات الماضية بصوم بضعة أيام فقط.

 ولكن الأعراف تفرض عليه صيام الشهر كاملا بعدما أصبح فتى قويّا وبالغا، ولهذا وجب عليه أن يسلك درب الأولين الذين بدأوا خطواتها الأولى في الحياة بصيام رمضان كاملا استعداد لتحمل المسؤوليات الكبرى في شبابه، وهو معيار لا يمكن الاستغناء عنه في منطقة القبائل التي تعرف بتشددها في بعض المسائل، ولا يمكن للطفل البالغ ان يحيد عنها وفقا لأعراف صارمة.
صيام الطفل يعتبر حدثا استثنائيا في العائلة التي تبدأ تحضيراتها للاحتفال به، وفق عادات وتقاليد مميزة تشتهر بها منطقة القبائل، حيث تقوم الأم بتحضير أطباق متنوّعة يتسيدها طبق الكسكس بالدجاج الذي يقوم الاب بشرائه من السوق وذبحه في المنزل، على أن توجّه الدعوة للعمات والأخوات المتزوجات وهذا للمشاركة في هذا التقليد الذي يحمل مظاهر الأعراس، حيث تقوم الأم باقتناء الزي التقليدي والمتمثل في البرنوس بالنسبة للابن أو الجبة القبائلية بالنسبة للبنت، حيث يكون المعني كأنه عريس أو عروس في ليلة الزفاف، حيث يحيط بهم كل أفراد العائلة وحتى المدعوين وهم محملين بهدايا في أيديهم لتقديمها له بعد الانتهاء من الإفطار، حيث يشارك أفراد العائلة الإفطار على الطاولة منذ أول يوم من أيام رمضان، وبالتالي يصبح فتى بالغا قادرا على تحمل المسؤوليات، ويعتمد عليه في المستقبل، كما أنه يتربّى على القيم الإسلامية واحترام شهر رمضان، وتحرص العائلة على أن لا يحيد عنها عندما يكبر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025