محاولة تكريس تقاليد جديدة بعد فشل “توب فيلاج”
أطلقت مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس مسابقة أجمل بلدية في طبعتها الأولى تحت شعار “بلديتي..جوهرة ولايتي”، بإشراف والي الولاية وعدة هيئات محلية وادارية، منتخبين محليين وممثلي الجمعيات، الذين سيشرفون على عملية المتابعة والتقييم الميداني لكل بلدية وفق معيار شامل يشمل عدة نقاط اساسية منها التهيئة الحضرية، النظافة ودرجة الاهتمام بالبيئة والمنظر العام والفضاءات الخضراء، مستوى الخدمات وغيرها من الشروط الأخرى المدرجة من قبل لجنة التحكيم.
اللجنة الولائية المشتركة المكلفة بتنظيم وتقييم مسابقة أجمل بلدية ممثلة من عدة هيئات محلية منها مديرية الادارة المحلية، مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، مديرية البيئة، مديرية السياحة والصناعة التقليدية، محافظة الغابات، المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات، مديرية الثقافة والفنون وممثل عن المجلس الولائي والجماعات المحلية اضافة الى الجمعيات الناشطة على المستوى المحلي حيث ينتظر ان تجوب كل البلديات الـ 32 أو على الاقل تلك المستعدة للتنافس على الفوز بهذه المسابقة الثانية من نوعها بعد تلك خصصت سابقا لأحسن وأجمل قرية.
وقد حددت لجنة التنظيم والتحكيم جملة من المقاييس والمعايير التي سيتم الاعتماد عليها كمؤشرات للتنقيط والتقييم من أجل اختيار أجمل بلدية بولاية بومرداس من حيث النظافة وجمالية المحيط السكني واحترام البيئة، النسق العمراني والهندسي ومدى احترام مخططات التهيئة والتعمير، توفر الفضاءات والمساحات الخضراء، فضاءات التسلية والترفيه المخصصة للعائلات والأطفال وكذا الهياكل الرياضية من قاعات وملاعب جوارية، نوعية المرافق ومستوى الخدمات العمومية، وغيرها من الشروط الاخرى التي تدخل ضمن النقاط التي سيعتمد عليها أعضاء اللجنة مع التركيز على البعد الجمالي العام وطبيعة اللمسات الفنية والاضافات التي مست بعض البلديات مقارنة بغيرها كمبادرات لرؤساء المجالس الشعبية البلدية.
وكانت أول زيارة ميدانية للجنة تقييم المسابقة الى بلدية بغلية شرق بومرداس التي شهدت طفرة تنموية نوعية خلال هذه العهدة الانتخابية بفضل المشاريع التنموية العديدة التي تجسدت لفائدة سكان الأحياء والقرى والمجاورة من فتح وتجديد للطرقات والمسالك، تجديد شبكة مياه الشرب، توفير الانارة العمومية، انجاز ملاعب جوارية وفضاءات ترفيه وتسلية للأطفال، القيام بتهيئة حضرية شاملة بمركز البلدية والمدينة العليا المعروفة بالقرية الفلاحية، وهي المجهودات التي أعطت صورة جمالية جديدة لهذه المنطقة التي لا تزال تحتفظ بأحد أهم الأسواق الاسبوعية التاريخية الذي يحمل أكثر من رمزية بالنسبة لسكان المنطقة ككل، حيث كان بمثابة مركزا اجتماعيا ومنبرا للتجمع والالتقاء وتبادل المعلومات والأخبار العائلية والثورية إبان حرب التحرير وما قبلها في حقبة الحركة الوطنية.
كما ينتظر أن تجوب اللجنة باقي البلديات المشاركة في هذه المسابقة ولو ان العدد لن يكون كبيرا بحسب المعطيات المسجلة محليا وفق المتابعين بسبب التفاوت الكبير في مجال التنمية المحلية والتحسين الحضري من بلدية الى اخرى، وغياب المبادرات من قبل المجالس البلدية للقيام بعض العمليات والاشغال المتعلقة بالتهيئة وتزيين المحيط العام والاهتمام اكثر بالمساحات الخضراء ومراكز التسلية والترفيه بحجة ضعف ميزانية التسيير والتجهيز، ومن جهة اخرى التردد من المشاركة لغياب مثل هذه الثقافة والتقاليد الهادفة الى خلق منافسة بين رؤساء البلديات خاصة وان ولاية بومرداس فشلت في الاحتفاظ بمسابة أحسن قرية “توب فيلاج” بجائزة قيمتها 1.5 مليون دينار، مسابقة أحسن حي، “توب سيتي” بقيمة 1 مليون دينار، ومسابقة توب سكول اي احسن مدرسة بقيمة 500 ألف دينار التي توقفت سنة 2018 رغم الحركية والمنافسة التي صنعتها في الوسط الجمعوي والتربوي.