لم يتردّد الأطباء والأخصّائيون في عدّة أمراض من توجيه تحذيراتهم إزاء تعاطي أو تناول الأعشاب الطبيعية والخلطات بهدف معالجة نزلات البرد التي تصيب العديد من المرضى، خاصّة بعد تدهور الظروف المناخية التي وجد فيها بائعو هذه المواد الفرصة لتسويق مبيعاتهم من الأعشاب والوصفات الطبيعية.
تعرف حالات نزلات البرد لدى العائلات تزايدا كبيرا بفعل حالات الصقيع والجليد والأجواء الباردة التي تضرب المنطقة منذ عدّة أيام. وهي الظروف التي حذّر منها الأطباء أثناء عمليات الكشف التي يجريها هؤلاء بالعيادات الخاصّة أو المؤسّسات الجوارية العمومية والمستشفيات، غير أنّ كثيرا من هذه الحالات لم تأخذ بهذه النصائح الطبية لتجد نفسها أمام هذه الإصابات التي عادة ما تكون معدية داخل الوسط العائلي، في ظلّ انعدام مظاهر التدفئة أو ضعفها داخل بيوت الأسر. وأمام اتساع هذه الإصابات يلجأ البعض عن جهل أو اعتقاد في مصداقية وثقة العقار لاقتناء الأعشاب الطبيعية المختلفة دون معرفة مكوّناتها والخلطات المحضّرة وتناولها ظنّا منهم بفاعليتها في التداوي والشفاء في أقصر مدّة ممكنة. وبهدف الإصرار على التخلّص من هذه الإصابات الممثلة في نزلات البرد، يتمادى هؤلاء في تعاطيها عبر عدّة طرق وكيفيات دون مراعاة كمياتها ومكوّناتها ووضع في الحسبان الأخطار التي قد تسببها على المستوى الصحّي للمريض.
فتجاهل هذه العواقب على صحّة الفرد وأعضائه قد يدفع المريض فاتورة غالية بحيث تتفاقم حالته الصحّية إلى مجموعة من الأمراض حسب الأطباء المختصّين الذين طالما حذّروا من ذلك، يقول المختصّ في أمراض القلب والشرايين الدكتور شبرة، الذي أكّد في وقت سابق أنّ اللّعب بصحّة الشخص قد يكلّف غاليا، لذا وجب استشارة الطبيب عند تسجيل حالة مرض وقد تكون نزلة برد وهذا خشية تفاقمها بظهور أعراض مرضية لم تكن في الحسبان، يقول ذات الطبيب المختصّ. وبغية تجنّب إنتشار العدوى ينصح فلاق شبرة المصاب بوضع الكمامة داخل الوسط الاجتماعي والأماكن العمومية الضيّقة والمزدحمة، وهذا بهدف محاصرة الوباء، ذلك أنّ الخطورة تكمن في أنّه يبدو غير معقّد، ولن نسلم إلا إذا تحلينا بالإجراءات الوقائية الناجعة التي هي تاج الأصحّاء، يشير محدّثنا.
وبالرغم من ذلك فنجد هؤلاء يفضّلون بائع الأعشاب غير المختصّ في هذا الطب عن الطبيب الذي يخضع مريضه للكشف والمعاينة والتشخيص الدقيق حتى يتمكّن من معرفة المرض وأعراضه وأثاره على المريض، ليخلص إلى نتائج تمكّنه من منح مريضه الدواء اللازم لمثل هذه الحالات المرضية.
هذه الوضعية المتعلّقة بنزلات البرد بحاجة إلى كشف طبي وتشخيص دقيق ومعاينة للأعراض الناجمة عن الوباء بهدف العلاج وإنقاذ المريض من حالته التي قد تكلفه متاعب أخرى معقّدة كان من الواجب تجنّبها يقول الأطباء المختصّون في مثل هذه الظروف.