مناسبة لجمع العائلات واستذكار تقاليد الأجداد

هكذا يحتــفـل سكان بـرج بـوعـريـريــج بـ”راس الـعـام”

رابح سلطاني

يكتسي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، “يناير” لدى سكان وأهالي منطقة البيان برج بوعريريج طابعا خاصّا، حيث تحرص العائلات خلال هذه المناسبة، باستذكار عادات وتقاليد الأجداد، استبشارا بسنة فلاحية جديدة مليئة بالخير والبركة، كما أنّها فرصة يجتمع فيها الأهالي على “عشاء يناير”، وارتداء ألبسة مرتبطة بعادات وتقاليد الأجداد.

ككلّ عام ومع اقتراب مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية “يناير” في التقويم الأمازيغي، المصادف لـ12جانفي، تبادر العديد من العائلات والأهالي بمنطقة برج بوعريريج، على غرار المناطق الشمالية لولاية برج بوعريريج، إلى تهيئة منازلها وتزيينها تحضيرا لاستقبال العام الأمازيغي الجديد، استبشارا بعامٍ فلاحي جديد، منبتٍ للزرع مملئ للضرع، مجلبٍ للخير والبركة، وهي مناسبة أيضا، تجتمع فيها العائلة لتبادل القصص وتناول أشهى الأطباق وألذّها، تتخلّلها حكايات من التراث ذات بعد خرافي خيالي، مثل حكاية عاشور وقصة جميلة والغول، وبقرة اليتامى، وغيرهما من الحكايات التي تبقى راسخة في أذهان الأطفال بذكرى هذا اليوم، بعد أن تقوم الجدات أو الأمهات  بتحضير الحناء المحضّرة مسبقا من طرف ربّات البيوت، ليقمن بتخضيب أيادي الأطفال، وأرجل الفتيات، في مظهر مفعم بالفرح والسرور.

الكسكسي، المبرجة، الشرشم والرفيس أطباق “يناير”

مع دخول يوم الـ11 عشر من جانفي، تستعدّ العائلات ببرج بوعريريج، للاحتفال بعشاء يناير أو كما يسمى لدى سكان منطقة الجعافرة، والماين بــ “إيمنسي أن يناير’’، تبدأ ربات البيوت بالتحضير لهذا العشاء، المتكوّن في الأساس من لحم الدجاج وطبق الكسكسي المعروف، حيث يقوم الأب أو الزوج بشراء ديك يشترط أن يكون حيا، مع ما يستلزم من خضروات وغيرها تحضيرا لهذا العشاء، ليقوم في تلك الأمسية بذبحه بحضور العائلة، فيما تقوم النسوة بتنظيفه، وتقطيعه بمساعدة بناتها، مع الانطلاق في تحضير العشاء، حتى يكون جاهزا مع غروب الشمس، ويقدّم في تلك الأمسية لأفراد العائلة خلال وجبة العشاء كطبق أساسي، يجتمع عليه أفراد العائلة.
فيما تقوم بعض العائلات الأخرى بتحضير أطباق تقليدية أخرى مرتبطة بهذه المناسبة، مثل طبق الرفيس الذي يكون ممزوجا بالدقيق والتمر المجفّف، فيما تفضّل عائلات أخرى إعداد طبق “البغرير والشرشم” الذي يكون مكوّنا من الحبوب والبقول الجافة، دون الاستغناء عن طبق “الكسكسي” الخاصّ بالعشاء الذي يعدّ بمثابة طبق رئيسي تحرص العائلات على إعداده خلال هذه المناسبة.

عادة الوزيعة أو “تيمشرط” للتآخي والتآزر احتفالا بهذه المناسبة

فيما تحرص بعض القرى التابعة لتلك المناطق الشمالية، على إقامة عادة “الوزيعة” أو ما يعرف “بتيمشرط” لدى أهالي وسكان هذه المناطق، أين يحرص الأهالي على شراء عجل أو بقرة عن طريق الاشتراك في جمع المال، والقيام بذبحها وتوزيع لحمها بالتساوي على كلّ أهالي القرية وسكانها، وهي عادة متأصّلة متوارثة عن الأجداد لدى قرى وسكان منطقة برج بوعريريج، تهدف إلى التآخي والتآزر ومحاربة الطبقية بين سكان المنطقة، تتجدّد في كلّ مناسبة تقريبا.
كما تحرص جلّ العائلات خلال هذه المناسبة على ارتداء الزيّ التقليدي احتفالا بهذه المناسبة، على غرار ارتداء الأطفال الزيّ التراثي التقليدي ووضع الحنّة في أيدي وأرجل الأطفال والبنات، وارتداء القشابية والبرنوس، وهي ألبسة تشكّل جزءا من التراث التقليدي لدى أهالي وسكان المنطقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025
العدد 19674

العدد 19674

الأربعاء 15 جانفي 2025
العدد 19673

العدد 19673

الثلاثاء 14 جانفي 2025