تتواصل عبر بلديات بومرداس الحملة التحسيسية والإعلامية التي أطلقتها مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لفائدة المرأة الرّيفية والماكثة بالبيت، للتعريف بمختلف آليات وأجهزة الدعم التي خصّصتها الدولة لفائدة هذه الشريحة الناشطة في عدّة مجالات، هي اليوم بحاجة إلى تثمين اقتصادي وتأطير قانوني ضمن الأطر الجديدة خاصّة منها مشروع قانون المقاول الذاتي.
فرضت المرأة الريفية والأسرة المنتجة نفسها بقوّة خلال السنوات الأخيرة وأضحت عاملا مهمّا وأساسيا في القطاع الاقتصادي بفضل مساهمتها الكبيرة في دعم وترقية الإنتاج الوطني، خصوصا في بعض المهن والأنشطة التي عرفت انحصارا وتراجعا في فترات سابقة كالصناعة التقليدية والحرف اليدوية، النشاط الفلاحي المتمركز بالمناطق الجبلية كتربية المواشي، النحل، إنتاج الزيتون وغيرها، وهي أنشطة عادت لها الحياة بفضل أنامل المرأة المبدعة التي رفعت التحدّي من أجل تحقيق الاستقلالية المالية والتكفل بحاجيات العائلة المتزايدة خصوصا مع المتغيّرات الاجتماعية وارتفاع القدرة الشرائية.
وبهدف تثمين هذه المجهودات المبذولة من طرف المرأة الرّيفية والأسرة المنتجة على العموم، أطلقت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بالتنسيق مع الشركاء في الميدان على رأسها أجهزة الدعم المحلية ووكالات التأمين الاجتماعي قافلة تحسيسية إعلامية وطنية مسّت مختلف ولايات الوطن، منها بومرداس التي حطّت رحالها ببلدية بوزقزة قدارة في أول محطة من أجل التقرّب أكثر من المرأة الرّيفية والماكثة بالبيت لشرح تدابير مشروع المقاول الذاتي وأهم التحفيزات التي حملها لإنشاء مؤسّسات مصغّرة وناشئة تحوي أهمّ الأنشطة المنتجة في الميدان، وأيضا تقريبها من أجهزة الدعم أهمّها وكالة تسيير القرض المصغّر “أتجام” للتعريف بصيغ التمويل المتعدّدة وطريقة الاستفادة من قرض لتمويل المشروع واقتناء المواد الأوّلية.
وبحسب القائمين على المبادرة في مديرية النشاط الاجتماعي لبومرداس فإنّ القافلة التحسيسية والإعلامية الجديدة جاءت تجسيدا لاتفاقية الإطار المبرمة بين وزارة التضامن الوطني ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسّسات الناشئة، الرامية إلى تفعيل البرنامج الوطني للإدماج الاقتصادي للمرأة الريفية وتثمين نشاطها، مع تخصيص دورات تكوينية لتأطير مختلف الأنشطة والتعريف بخطوات إنشاء مؤسّسة ضمن القانون الجديد لمشروع المقاول الذاتي وباقي الأجهزة الأخرى، وهذا بمشاركة عدّة هيئات فاعلة في الميدان إلى جانب الخلايا الجوارية التي تكفلت بمهمّة نقل هذه الرسالة إلى أبعد نقطة بالقرى والمناطق النائية التي تشكّل خزّانا لإبداعات المرأة.
هذا وينتظر أن تشكّل المبادرة فرصة أخرى للمرأة الريفية والماكثة بالبيت تضاف إلى مجموع الفرص الأخرى الممنوحة لها من أجل تثمين جهودها وتأطيرها وأيضا العمل على تأهيلها بشهادات تكوين مهنية، بفضل المساهمة الفعّالة التي تقوم بها مراكز التكوين المهني وباقي الهيئات الأخرى للمساهمة في ترقية الإنتاج المحلي بولاية بومرداس، الذي برزت فيه بقوّة خصوصا في المجال الفلاحي الذي بدأ يتوسّع ليشمل أنشطة مكمّلة في مجال الصناعات التحويلية والغذائية، إنتاج الأجبان ومشتقات الحليب مع إنشاء وحدات عائلية مصغّرة، إلى جانب المهن التقليدية التي أضحت علامة مسجّلة لهذه الفئة الاجتماعية التي أصبحت تلعب دورا اقتصاديا مهمّا في المجتمع.