الحب اللاّمشــروط يثمّنـه الخـبـراء

اللّيونة الأبوية..طريق تنشئة طفل ســويّ

نسرين - ب

يتحدّث المختصّون في علم النفس عن الليونة الأبوية على أنّها من ضمن أساليب بناء الطفل السوي، والبناء الحقيقي لشخصيته المنتجة في المجتمع مستقبلا.
تؤكّد بعض الدّراسات لأخصائيين نفسانيين على ضرورة أخذ الأبوين بعين الاعتبار القدرات العقلية للطفل واستعداداته النفسية، واللجوء الى التعامل بمرونة معه لينضج بطريقة سوية وذو تربية اخلاقية، محذّرين من الإهمال والإغفال عن البناء الذي يتولد عنه هدم الشخصية. ففي مجتمعنا أصبح أغلب الآباء غافلين عن البناء الروحي والاخلاقي للطفل ولا يحرصون على تعليمه.
وينصح الأخصائيّون في علم النفس بالتواجد الفعلي للآباء والتقرب من الطفل، واحتضانه بحنان وإحاطته من الناحية الروحية مع تخصيص له بعض الوقت، حتى ينمو نموا جيدا ويكون في مستوى التحديات.
فحسب الدّراسة، كل المشاكل النفسية للإنسان مكتسبة في مرحلة الطفولة، وتكون وليدة القسوة الأبوية أو الحماية الزائدة، ومن ثم يكون المحيط الذي يعيش فيه الطفل ثمرة النتائج السلبية. ومن ضمن ما يركّز معظم الاولياء عليه، اهتمامهم على تعليم أطفالهم، حيث طغى عليهم هوس نتائج الامتحانات والضغط على الطفل دون إدراكهم أنّها مطالب سلبية أكثر منها ايجابية، إذ أنّ الخوف من رد الفعل السلبي يضع الطفل في عجز عن الاستيعاب والاجابة عن الامتحانات ويتحصّل على نقاط ضعيفة.
وقد أصبح الأولياء يعتمدون أسلوب التهديد بالعقاب والترهيب ومعاقبة الطفل كلما جاءت نتائجه ضعيفة دون وعي بالأسباب التي نتج عنها ذلك، ما يدفع ببعض الاطفال إلى الهروب من المنزل عند حصولهم على نتائج ضعيفة كحركة للانتقام من والديهم وإجبارهم على التغاضي عن النتائج. ومن الأولياء من حوّل الطفل إلى آلة للتعلم يقدّمون له كل الوسائل المادية لإزالة كل العقبات التي تمنعه من اكتساب المعارف، بما في ذلك تزويده بالهاتف النقال في سن مبكرة، غير مدركين أنّ ذلك يؤدي إلى تخريب دماغه، ويشغله عن التركيز في دراسته وتأتي النتائج عكس تلك المنتظرة.
وأثبت المختصّون في علم النفس أنّ الكثير من الأولياء يبحثون في المؤسسات التعليمية عما يتعلمه ابناؤهم من اعداد وكلمات وغيرها من المعارف، وهو ما يتنافى مع الخصائص النمائية للطفل، حيث أصبح التركيز في جميع مراحل التعليم حتى في روض الأطفال على التعليم دون التركيز على تربية الطفل لتنشئة شخصيته السوية، حتى أنّ الكثيرين من الأولياء لم يعودوا يبالون بالنصح من طرف الأستاذ، الذي قد يكون سند لهم في تربية أطفالهم.
ويستخلص الأخصائيّون النّفسانيون أنّ التربية السوية للطفل عملية معقدة يكون للآباء أكبر نصيب في نمو شخصيته عبر مراحلها، ويتطلب بالأخص الحب غير المشروط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025