أبدعن في صناعات المواد التجميلية والألبسة التقليدية والعصرية

”حـرائر قسنطيـنـة” يروين قصـص نجاح مشاريعهن

مفيدة طريفي

اجتمعت ثلّة من النساء حاملات المشاريع الناجحة في لقاء ثقافي حواري “حراير قسنطينة” بهيج، بالمقهى الثقافي “حليمة تواتي” بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، ليقدّمن منتوجاتهنّ ضمن معرض حرفي ثريّ يعكس اهتمام المرأة بتطوير كلّ ما هو تقليدي ودخول عالم الأعمال من أبوابه الواسعة، حين تنوّعت المنتوجات بين صناعات مواد تجميلية ومواد استهلاكية تقليدية، ألبسة تقليدية وعصرية، صناعة الحقائب الخاصّة بالحفلات.

انطلقت، أول أمس، الأمسية الثقافية على أنغام البنوتات القسنطينيات من أداء جوق فلة الفرقاني التي أطربت الحاضرات بباقة أغاني قسنطينية، بعدما استمتعت النساء الحرفيات بسينية قهوة العاصر التي تعتبر من عادات سكان المدينة تزيّنها حلويات تقليدية عتيدة يتصدّرها المقرود وطمينة اللوز، لتأتي بعدها باقة لذيذة من الحلويات التقليدية التي صنعتها أنامل الحرائر المشاركات بالجلسة الثقافية.
حيث وبعد الوصلة الغنائية، قامت الحرفيات المشاركة بترويج إبداعاتهنّ وتقديمها للنساء الحاضرات والمدعوّات ضمن الطبعة الأولى “لحراير قسنطينة” ولأول مرة كان هناك حوار مباشر بين الحرفي وصاحب المشروع والمستهلك أين قدّموا معلومات عن ماهية مشاريعهنّ الاقتصادية وتجاربهنّ وعن أهمية معرفتهنّ لعنصر التسويق الإلكتروني واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإنجاح مشاريعهنّ وتوصيل إبداعاتهنّ.
كما تحدّثت المشاركات عن قدرات المرأة الجزائرية في دخول وولوج عالم الأعمال وأنّها قادرة على صناعة الفارق اقتصاديا وإبداعيا، وتساهم في تنمية محلية ووطنية جادّة بتقديم منتوجات راقية في مختلف المجالات، وهي التي قدّمتها نسوة مبدعات أثنين على المبادرة التي اعتبرنها فرصة للتسويق والتعريف بإبداعاتهنّ.
هذه اللمّة النسوية التي تزامنت مع قهوة العاصر، رسمت صورة جميلة عن كيفية تشجيع النساء الحاملات للمشاريع وعن فتح حوار مباشر مع الإعلاميين عن قصص بداياتهنّ التي تعتبر ملهمة للكثيرات منهنّ، “الشعب” تقرّبت من السيدة “دنيا glowy” وهي إحدى المشاركات بالمعرض الحرفي والتي نالت اهتمام الحاضرات، من خلال تجربتها في تحقيق مشروعها وعلامتها التجارية في مجال صناعة منتجات العناية بالبشرة والتي لاقت نجاحا على المستوى الوطني، تحدّثت صاحبة العلامة على قصّة نجاح سبقتها تحدّيات كبيرة بدءا من حلم التجسيد إلى واقع التنفيذ والإنتاج، خاصّة في ظلّ المساعدات التي تقدّمها الدولة الجزائرية للشباب والنساء الحاملين المشاريع المصغّرة.
من جهتها، الحرفية “سليمة créations” صاحبة الحقائب الخاصّة بالأعراس والتي تصنعها بمواد أولية جميلة أذهلت الحاضرات، حيث شاركت تجربتها وانطلاقتها لصناعة “طبق” حنّة العروس القسنطينية لتجد رواجا كبيرا وطلبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ساعدها كثيرا في التعريف بمنتجاتها والتسويق لها، لتوسّع منتجاتها نحو حقائب أعراس مطرّزة بأحجار كريمة جميلة، لتطالب من خلال تقديمها للمنتوج الجهات المعنية على مساعدتهم في التسويق وإيجاد المادة الأولية التي غالبا ما تقف حاجزا على تحقيق مشاريعهنّ في وقتها.
الأمسية الثقافية تحوّلت لحوار مفتوح بين المشاركات والحضور حول مساعدتهنّ وكيفية التواصل معهنّ، خاصّة وأنّ الحرفيات المشاركات قدمن إبداعاتهنّ مباشرة للحاضرات وقدمن معلومات عن علامتهنّ التجارية التي كانت تتوفر على الجودة والإتقان، بدءا من صناعة الحلويات، الملابس، الرسم والزخرفة وحتى قاعات لإقامة الحفلات والاجتماعات الخاصّة، ما أضفى على القعدة تنوّعا ثقافيا واجتماعيا كبيرا في جلسة ولمّة مسائية نجحت طبعتها الأولى وبامتياز.
وتحدّثت مديرة دار الثقافة مالك حداد “أميرة دليو” أنّ هذه الفعّالية جاءت بهدف تشجيع المرأة الحرفية على تقديم إبداعاتها ومساعدتها للتعريف بمنتجاتها من خلال دعوة إعلاميين وفتح حوار مباشر بينهم لمعرفة أهم المشاكل التي تواجههنّ وإيصال انشغالاتهنّ للجهات المعنية، لتضيف قائلة أنّ الطبعة الأولى “لحراير قسنطينة” جاءت في قالب لمّة نسوية تجمع بين الثقافة والفن والاقتصاد، وهو ما نال اهتمام النساء الحاضرات مطالبات بتكرار هذه التظاهرة الثقافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025