كشفت الدكتورة بلعايدي طبيبة الإدمان ورئيسة مركز الوسيط لعلاج الادمان بسيدي بلعباس، أن مصالحها استقبلت 1187 مدمن على المخدرات والأقراص المهلوسة خلال تسعة أشهر من السنة الجارية، وذكرت أن الثلاثي الأخير عرف انفجارا للحالات المدمنة قبل أن ينتهي الشهر.
أكّدت الأخصّائية في معالجة الإدمان بلعايدي أنّ الوضع يتطلب دق ناقوس الخطر، وتظافر كل الجهود ومشاركة جميع الجهات لأجل اتخاذ التدابير للحد من الظاهرة التي اصبحت تهدد حياة الشباب وحتى الاطفال، بحيث أن أعدادا كثيرة أضحت تعاني من الأمراض العقلية بسبب تعاطيها للمخدرات والمهلوسات. وسجل المركز في هذا الخصوص وجود 60 % من متعاطي القنب الهندي يعانون من أمراض عقلية، ومنهم من تناول العقار مرة واحدة وأصبح يعاني من مرض عقلي، ومن المدمنين أيضا من يعاني من أمراض عضوية وبتر احد الاعضاء، حيث تم تسجيل ثالث حالة لتعاطي أقراص البرقبالين تم بتر اصابعها.
وأضافت أن المركز الذي استقبل خلال سنة 2023، 2125 حالة مرضية بينهم 44.19 % من الفئة العمرية من 16 الى 25 سنة، بينما 36 % تتراوح أعمارهم بين 26 و35 سنة، ومن ضمن هؤلاء 14.36 % من فئة المتمدرسين والطلبة الجامعيين، حتى أن منهم طلبة في علم الاجتماع وعلم النفس، و33 % من المدمنين عمال، في حين 57 % بطالين، إما انهم فقدوا عملهم بسبب تعاطي المخدرات أو أنهم لم يتمكنوا من إيجاد عمل بسبب الإدمان، وهي أرقام لا تمثل إلا جانبا من الحالات المدمنة.
وصرّحت المتدخلة خلال اليوم الدراسي الذي نظمته وكالة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الاجراء بكلية الحقوق والعلوم السياسية حول موضوع مكافحة المخدرات والادمان عليها، أن المركز بصدد تطبيق التدابير العلاجية التي ينص عليها القانون 23/05 المتمم للقانون 13/04، والمواد 6 إلى 8 مكرر، والذي يعطي الشخص المتعاطي المقبوض عليه حرية العلاج من الادمان ومن تم محاكمته.
وأضافت الطبيبة أن أكثر المرضى الذين يتوافدون على المركز في السنوات الأخيرة يطلبون العلاج من السلوكيات الادمانية، وليس الادمان من المخدرات والمؤثرات العقلية فقط، وهي ظاهرة لم تكن معروفة من قبل وهو ما يثبت ان هؤلاء أصبحوا على وعي عال بأن الادمان السلوكي مثله مثل الادمان على المادة ويجب التعافي منه، وأشهرها الادمان على الانترنيت الذي أخذ حيزا كبيرا من وقت الأشخاص بمختلف أعمارهم.
والملاحظ حسبها أنّ المدمن على وعي بأنّ المخدرات مضرة، إلا أن رغبته الملحة تدفع به الى التعاطي وعدم القدرة على جمح الرغبة، وهو ما يصعب على الاطباء علاجه، كما أن بعضهم يزيدون في الجرعات حتى تكون المادة لها نفس التأثير.
وتحدّثت الأخصائية أيضا على ظاهرة الانتماء لمجموعة وتقليد الغير حتى ينجو الشخص من تنمرهم خاصة في الوسط الدراسي، الامر الذي يدفع بالشخص السوي الى الادمان على المخدرات.
وحذّرت بلعايدي من العلاج من الادمان والآثار الخطيرة على متعاطي دواء البرقبالين، حيث أن هذه المادة أصبحت تصنع بطريقة عشوائية يصعب على متعاطيها الإقلاع عنها، عكس المدمن على المخدرات الاخرى الذي بإمكانه الشفاء، كما نبّهت الأخصائية من خطورة الوضع على المجتمع، ونادت بتكثيف حملات التوعية والتحسيس، وتطبيق القانون لمنع الاتجار بالمواد السامة التي تكلّف الدولة فاتورة كبيرة لعلاج المدمن عليها.