يرى الصحفي طارق اليحياوي من ذوي الهمم بأنّ الإعاقة مهما كان نوعها أو درجتها ليست حجّة للاستسلام أمام صعوبات الحياة ولا مبرّرا للتهميش أو الإقصاء وإنّما حافزا للتحدّي وإثبات الذّات وتحويل الشخص المعاق إلى شريك أساسي في بناء الوطن.
يقول طارق اليحياوي أنّ الإعاقة لم تكن يوما حاجزا أمام تحقيق طموحاته، بل بالعكس كانت حافزا لتحقيق الكثير من أحلامه، فبالرغم من إعاقته إلا أنّه تحدّى وتخطّى كلّ الحواجز وفرض نفسه في المجتمع، ولم يخجل يوما من كونه من ذوي الاحتياجات الخاصّة، لأنّ ثقته وإيمانه بالله سبحانه وتعالى كبيرة جدّا، ما دفع به إلى الأمام والعمل والمثابرة، فيما تبقى بعض الأحلام لم يصل إليها بعد إلا أنّه يعمل على تحقيقها وهو جدّ متفائل.
ولد طارق في 27 فيفري 1981 بمستغانم..بعد 40 يوما من ولادته انتقل إلى فرنسا لظروف صحّية إثر إصابته بمرض خطير لا يوجد له علاج في الجزائر حتى سنّ السادسة دخل إلى الجزائر وبعدها أتمّ دراسته الابتدائية لكنّها كانت مرحلة جدّ صعبة بسبب حالته النفسية المتعبة جدّا، ويقول في هذا الصدد، “ليس من السهل أن يتقبّلك الآخر وأنت إنسان غير عادي، لكن مع الوقت بدأت أُكوّن شخصيتي بنفسي وأتحدّى كلّ العراقيل والصّعاب”.
وبالرّغم من الإعاقة صنع طارق اسما لامعا في سماء الإعلام المحلي والوطني وحتى الدولي وعن مشواره المهني، يضيف محدّثنا أنّه التحق بالعديد من الجرائد مراسل لجريدة “ouest info”بسيدي بلعباس بمجلة “العزيمة” الخاصّة بذوي الاحتياجات الخاصّة بالجزائر العاصمة، فضلا عن تعاونه مدّة تفوق 15 سنة مع إذاعة دولية مكلّف بالثقافة والرياضة بالجزائر.
وأكّد محدّثنا على إعطاء قيمة الوقت وعدم التسرّع في تقديم كلّ شيء في ظرف وجيز حتى لا يصل إلى مرحلة يقف فيها الطموح والأهداف، لضمان العيش الكريم لكلّ معاق وأن ينال كلّ معاق حقوقه كاملة بموجب الاتفاقيات والقوانين والمواثيق الدولية.
وفي هذا الصدد، أشار طارق إلى الصعوبات التي واجهته في حياته، انطلاقا من نظرة الاحتقار وعدم قبوله في المؤسّسات الحكومية، الأمر الذي أدّى به إلى تأخير بعض المعاملات التي يحتاجها في حياته، إلى جانب ذلك ظروف صعبة عاشها مع الإعاقة والمرض بالرغم من ذلك وجد الخيّرين وقفوا إلى جانبه وقدّموا له كلّ الدعم والمساعدة.
ووجّه متحدّثنا رسالة إلى المجتمع على أنّ أعظم حقّ هو الاعتراف بهم كجزء لا يتجزّأ من المجتمع وأن ينظروا إليه كإنسان له حقوق وعليه واجبات، وأن ينظروا إلى قدراته قبل أن ينظروا إلى إعاقته وأن ينال حقوقه في التأهيل والتدريب والتوظيف وأن يكون له حياة كريمة وعيش أفضل وأن يشارك في بناء المجتمع.
إلى جانب ذلك، يدعو فئة ذوي الهمم للوقوف جميعا وقفة رجل واحد وأن نصرخ بصوت واحد ضدّ كلّ من يستغلّ ويأخذ حقوقهم ويجب عليهم أن يفرضوا أنفسهم في المجتمع ويخرجوا من قوقعتهم حتى يعوّضوا نقصهم بالعطاء والإبداع ولا وجود للمستحيل أمام الإرادة والعزيمة.