ضرورة صحّية تتطلّب اهتماما خاصّا

دورات المياه بالمدارس..المشكلـــــــــــــة والحـــــــــلّ

عمر بن سعيد

 

نظّمت جمعية الأطباء الخواص بولاية بسكرة ندوة تحسيسية حول ما اعتبرته آفة دورات المياه بالمدارس والمؤسّسات التعليمية، والتي توجد في أغلبها في حالة تتنافى مع الاحتياطات الصحّية للمتمدرسين، نشّطها أطباء ومختصّون.


الندوة شارك فيها أيضا طلبة السنة الثانية بملحقة العلوم الطبية والبيولوجيا، قدّم في بدايتها الدكتور عبد الحق عاشوري رئيس الجمعية كشفا للوضعية القاتمة التي توجد عليها دورات المياه في المؤسّسات التربوية.
وأعاد الدكتور عاشوري دقّ ناقوس الخطر بقوله :«إنّنا كنّا ندقّ ناقوس الخطر منذ سنوات بشأن الوضعية المؤسفة التي توجد عليها المرافق الصحّية بالمدارس حيث القذارة وانعدام المياه، الأمر الذي يشكّل كما أضاف خطرا على صحّة الأطفال الذين يمتنعون لمدّة ساعات عن تلبية احتياجاتهم البيولوجية، والوضع الأخطر بالنسبة للفتيات فإنّ الأمر أكثر خطورة وحساسية نتيجة احتباس البول وامتناع المتمدرسات عن استعمال هذه المرافق، مشيرا إلى أنّ الدعوات المتكرّرة لم تجد أذانا صاغية واستجابة ملموسة، حيث لم يسجّل أيّ ردّ فعل إيجابي من طرف الجهات المسؤولة.
من جهته، ذكّر الدكتور باديس كريم سكاي، أخصّائي جراحة المسالك البولية، بتاريخ وأصل “اليوم العالمي للمراحيض” المصادف للثاني عشر من ماي من كلّ عام، واستعرض العواقب والمخاطر والأمراض الناجمة عن عدم وجود مراحيض لائقة في المدارس والأماكن العامة.
ومن خلال عرض صور صادمة تظهر أشخاصًا يقضون حاجياتهم البيولوجية في الهواء الطلق، وكذا مساحات مليئة بالفضلات والغائط والبراز ومراحيض قذرة ومثيرة للاشمئزاز، أثبت أنّ المراحيض النظيفة المجهّزة والمجهّزة بالمياه ومنتجات النظافة هي الحاجز الأول ضدّ انتشار الأمراض. كما كشف التداعيات الفسيولوجية لاحتباس البول والتبوّل الخفيّ لدى الفتيات وتعليم التبوّل الضروري للأطفال.
أما الدكتور كامل بن ايدير فقد أشار في مداخلته إلى أنّ الدين الإسلامي قدّم عدّة توصيات ووصفات وسلوكيات يجب إتباعها لتلبية احتياجات الإنسان البيولوجية، وعلى مدى أكثر من 14 قرنا، كان لدينا دليل وطريقة صحّية يجب إتباعها. ولسوء الحظ، فإنّ المراحيض المدرسية لا تلبّي المعايير المقرّرة بأيّ شكل من الأشكال، بينما في منازلنا جميعاً لدينا مراحيض نظيفة مجهّزة لاحتياجات الجميع. ومن الضروري الآن معالجة الوضع غير المقبول للمراحيض في المدارس.
وأكّد مدير الصحّة لولاية بسكرة عبد القادر عويني في تصريح لـ “الشعب” بأنّ النتائج التي توصّل إليها هؤلاء الأطباء، قائلا: “تظهر تقاريرنا السنوية وجود فجوات وأوجه قصور كبيرة في جودة وتوافر المراحيض وشبكات الصرف الصحّي في المدارس”. موضّحا أنّ أكثر من 80% من المدارس لا تحتوي على مراحيض تسمح للأطفال بقضاء حاجتهم في مكان نظيف.
كما تخصّص الدولة ميزانيات هائلة لقطاع التعليم وبناء المؤسّسات التعليمية المجهّزة بجميع وسائل الراحة لـ 11 مليون طفل في المدارس، والمطلوب من المسؤولين عن شبكات الصرف الصحّي العمل على توفير أماكن الراحة للأطفال بما يتوافق مع تقاليد مجتمعنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19646

العدد 19646

الأربعاء 11 ديسمبر 2024
العدد 19645

العدد 19645

الأربعاء 11 ديسمبر 2024
العدد 19644

العدد 19644

الإثنين 09 ديسمبر 2024
العدد 19643

العدد 19643

الإثنين 09 ديسمبر 2024