تـــهـــيـــئـــة الـــفـــئـــة لـــلانـــخـــراط في ســـوق الـــشـــغـــل بـــتــــوفــــير تــــخـــصـــّصــــات مــــتــــنـــــوّعـــــة
إرادة لا تعرف المستحيل وعزيمة لا تنكسر هما طرفي معادلة الطاقة الكامنة الساكنة روح كلّ من ينضوي تحت تسمية “ذوي الاحتياجات الخاصّة”، إعاقة في كثير من الأحيان تكون سببا في تحدّي الواقع والمضيّ نحو مستقبل واعد، إرادة زادتها قوّة المكتسبات التي حرصت الدولة على توفيرها لهذه الفئة بمتابعة مستمرّة وتكفّل مبكّر بالطفل المعاق.
قالت المديرة التنفيذية للنشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر مختارية داسي، خلال مشاركتها في الاحتفالية التي نظّمتها جمعية شباب حسين داي بفندق “سوفيتال” بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصّة، أنّ هذه الشريحة تستحقّ التقدير والعناية من طرف المجتمع خاصّة وأنّ الواقع يؤكّد أنّ إعاقتهم لم تمنعهم من تحقيق المستحيل.
في تدخّلها، أبرزت المتحدّثة عن أهم المكتسبات التي حقّقتها هذه الفئة في الجزائر، وكشفت أنّ تكفّل الدولة بها يتم عبر عدّة مراحل، أولاها هو التكفّل بالمرأة الحامل من أجل تكفّل مبكّر بالطفل المعاق حتى قبل ولادته، وعند ولادته وبمجرّد اكتشاف الأولياء وضعيته الصحّية دعت الأمهات للتحرّك بسرعة للتكفّل بالإعاقة لأنّ التكفّل المبكّر بها مهمّ جدّا ويصنع فارقا مهمّا في حياة الطفل من خلال المتابعة المستمرّة.
وعند اكتشاف الإعاقة يتم التكفّل المبكّر بالطفل المعاق وتوجيهه نحو المؤسّسات المتخصّصة عبر مختلف مناطق الوطن، أما بالنسبة للجزائر العاصمة فنجد 9 مؤسّسات لطيف التوحّد ومتلازمة داون والتخلّف الذهني، بالإضافة إلى 3 مدارس متخصّصة للصمّ والبكم تتكفّل بالأطفال الذين يعانون الزرع القوقعي، أو السماعة أو ضعيفي السمع، بالإضافة إلى مدرسة جهوية بالعاشور للمعاقين بصريا، حيث يتلقى الطفل المعاق تكفّلا وليس تدريسا لأنّ المؤسّسة المتخصّصة تعمل على الحفاظ على المهارات والقدرات المكتسبة.
ووضحت داسي أنّ الدولة توفر أجهزة توصيل الصوت للصمّ هي تجهيزات “FM” قالت أنّها تقنية جديدة تمكّن التلاميذ من تلقّي تدريس برنامج عادي مكيّف، أما بالنسبة للإعاقة البصرية فتم توفير كتب البرايل بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والنظارات الخاصّة لهذه الفئة.
أما عندما يصل الطفل لسنّ 16 ينتهي مسار المعاق مع وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، وهنا أكّدت داسي أنّ الدولة تعطى الجمعيات الفرصة لفتح مراكز للتكفّل بالأطفال المعاقين الذين يتجاوز سنّهم 16 سنة والإرشاد الأبوي، كما يعمل قطاع التكوين المهني بالتنسيق مع القطاع من أجل تهيئة المعاق لينخرط في سوق الشغل بتوفير تخصّصات متنوّعة تتلاءم مع مختلف الإعاقات الموجودة.
كما تحرص الدولة على إعطاء المعاق فرصة في التوظيف من خلال إلزام الشركات على توظيف المعاقين بنسبة 1 بالمائة أو تغريم المؤسّسة الرافضة لتطبيق هذه النسبة، علما أنّ المديرية تتعامل مع 4 آلاف مؤسّسة مطالبة بتوظيف المعاقين، بالإضافة إلى التهيئة العمرانية لتسهيل وصول المعاق سواء في البنايات، الطرقات ووسائل النقل، كالمنحدر، المصعد، والسلالم الالكترونية.
دون إغفال تعليمات رئيس الجمهورية الصارمة فيما يتعلق بالرياضة المدرسية سواء في المؤسّسات التعليمية الخاصّة والمؤسّسات المتخصّصة التابعة لوزارة التضامن، بالإضافة إلى إمضاء اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة.
وقالت أنّ الأطفال الذين يعانون إعاقة متوسطة أو خفيفة فيتم توجيههم إلى الأقسام المدمجة تكون من تأطير الوزارة الوصية حتى يستطيع الطفل الذي يعاني إعاقة خفيفة كالسمع الخفيف لتطوير مهارة قراءة الشفاه، أما من يعانون إعاقة ذهنية خفيفة فنطمح أن يلتحقوا بالوسط العادي.
إلى جانب تكفّل الدولة بتوفير الكراسي المتحرّكة، كراسي متحرّكة آلية، والدراجات النارية ثلاثية العجلات، إلى جانب الحفاظات وعصيّ المكفوفين، لمساعدة هذه الفئة على الاندماج في المجتمع.