كشف مفتش التربية الخاصّة بمديرية النشاط الاجتماعي بولاية الجلفة، يونسي طارق، عن منح 27 شهادة “معاق عامل” خلال هذا العام، تتيح لحامليها من ذوي الإعاقة فرصة المشاركة في مسابقات التوظيف، وتمنحهم الاعتراف بقدرتهم على العمل والمساهمة في المجتمع.
أشار يونسي إلى أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى إدماج ذوي الاحتياجات الخاصّة في سوق العمل ومنحهم فرصة لإثبات قدراتهم المهنية. ودعا أولياء الأطفال ذوي الإعاقة إلى تسجيل أبنائهم مبكّرا للاستفادة من خدمات التكفل النفسي والبيداغوجي، مشيرا إلى أنّ التأخر في تسجيل الأطفال ذوي الإعاقة يفقدهم فرصا ثمينة للتأهيل،” داعيا إلى المبادرة بالتسجيل فور ملاحظة أيّ تأخر في نمو الطفل. مؤكّدا أنّ التكفل المبكّر، خاصّة بين سنّ 3 و6 سنوات، يسهم بشكل كبير في تحسين حالتهم وتهيئتهم للاندماج الاجتماعي.
وفيما يتعلّق بالدعم المادي، أكّد يونسي أنّ 7775 شخصا يستفيدون من منحة الإعاقة المقدّرة بـ 12.000 دج شهريا، إلى جانب 5.891 مستفيدا من المنحة الجزافية للتضامن. كما تمّ توزيع 306 كرسي متحرّك و21 عصا بيضاء و42 سمّاعة خلال هذا العام.
وفي سياق تحسين الخدمات، لفت يونسي إلى أنّ الولاية استفادت من إنشاء ثلاثة مراكز بيداغوجية جديدة ضمن البرنامج التكميلي لرئيس الجمهورية. وتشمل هذه المراكز مركزا بدائرة الإدريسية وآخر بمسعد وثالثا بحاسي بحبح، إضافة إلى مركز عين وسارة المخصّص للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحّد، والذي يستقبل 65 طفلا. وتتكفل هذه المراكز حاليا بـ 549 معاقا بين الإعاقة الذهنية والحركية.
كما صرح بأنّ مديرية النشاط الاجتماعي فتحت أبواب التعليم أمام الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة والمتوسطة وطيف التوحّد من خلال 12 قسما خاصّا في الابتدائيات بمناطق مختلفة مثل الإدريسية ومسعد ودار الشيوخ. هذه الأقسام تتكفل بـ 120 معاقا، تتراوح أعمارهم بين 3 و18 سنة، وتهدف لدمجهم تدريجيا في الصفوف العادية، وتعمل المديرية على توفير معلّمين متخصّصين لضمان جودة التعليم، مع توفير رعاية شاملة تشمل الدعم النفسي والبيداغوجي والطبي.
يونسي أكّد خلال حديثه، أنّ كلّ طفل معاق هو مشروع إنسان منتج إذا ما أتيحت له الفرصة، وأنّ دعم ذوي الإعاقة ليس خيارا، بل واجبا وطنيا وإنسانيا.