الــدولــة تــتــكــفــّل بــفــاتــورة الــعــلاج وتــوفــر كــلّ الأدويــة الــلازمـــة
كشفت البروفيسور نجاة موفق رئيسة مصلحة الأمراض المعدية التابعة لمستشفى “حي النجمة” بوهران أنّ التزام قوانين الوقاية تبقى الحلّ الأنجع للتصدّي لداء المناعة المكتسبة “الأيدز” هذا الداء القاتل، الذي ينتشر بسرعة داخل أوساط المجتمع ويستلزم عمليات توعية وتحسيس حول المرض وآثاره وانعكاساته النفسية، الصحّية والاجتماعية على مدار السنة وألاّ تقتصر على شهر ديسمبر فقط.
حبيبة غريب
دقّت البروفيسور نجاة موفق ناقوس الخطر حول خطورة الوضع الذي ينتج عن تفشي داء الإيدز بين أوساط المجتمع، حيث بات يمسّ الشباب والنساء والأطفال، في حين كان منتشرا في السنوات الماضية عند الرجال البالغين.
وكشفت البروفيسور موفق في تصريح لـ “الشعب” عن تسجيل 215 حالة جديدة خلال السداسي الاول من السنة الجارية، فيما تعدّت الحالات المسجّلة اليوم على مستوى الجهة الغربية من الوطن حوالي 5 آلاف مريض من بينهم 300 طفل.
وفيما يتعلّق بالتكفّل، قالت البروفيسور موفق أنّه يتمّ التكفّل بكلّ هذه الحالات على مستوى مصلحة الأمراض المعدية التابعة لمستشفى “حي النجمة”، والتي تشرف عليها على رأس طاقم طبي متعدّد التخصّصات، كاشفة عن تنظيم المصلحة وككلّ سنة لحملة تحسيسية انطلقت الأسبوع الماضي وتستمرّ على مدار 15 يوما، وهي الحملة الموجّهة لكلّ أفراد وأطياف المجتمع.
وترى المتحدّثة أنّه من “الضروري أن تتوسّع حملات التحسيس والتوعية لتشمل الجميع دون استثناء وأن يتمّ كسر الطابو المحاط بالمرض وأن تشترك كلّ المؤسّسات والهيئات والمجتمع المدني في حملات التحسيس حول هذا الداء القاتل الذي توفر له الدولة الجزائرية كلّ الإمكانات والأدوية وبرامج التوعية، ويبقى التصدّي الكبير له مرهون بفهم مسبباته وأخد سبل الوقاية خلال العلاقة الحميمية بين الأزواج في حالة الشكّ بالإصابة، أيضا الذهاب مباشرة إلى التشخيص ليتم التكفّل به”.
وذكرت البروفيسور موفق أنّه للتكفل الجيد والناجع بهذا الداء والتوصّل إلى القضاء عليه توصي المنظمة العالمية للصحّة باتباع ثلاثية الـ 95 % التي من المفروض أن تؤتي بثمارها في آفاق 2030؛ وتتمثل في تشخيص 95%من السكان معافين وغير المصابين بالداء، في حين يلزم التكفّل الكلّي بـ 95% من المشخصين حاملي الفيروس إيجابا، ووضعهم تحت الرعاية والرقابة الصحّية وأخذهم للعلاج، مع السهر على مراقبة كتلة الفيروس بنسبة 95%.
وأكّدت المختصّة في الأمراض المعدية أنّ الدولة الجزائرية تتكفّل بفاتورة العلاج بتوفيرها كلّ الأدوية اللازمة التي تكلّف الخزينة مبالغ باهظة، لكن تبقى المشكلة قائمة في انعدام التحاليل السريعة على مستوى المؤسّسات الصحّية، والتي يمكنها أن تساعد في التشخيص المبكّر بصفة جيّدة.
وفي سياق متصل، ثمّنت البروفيسور موفق قرار الحكومة الأخير الرامي إلى إلزامية تقديم الكشف والتحاليل الطبية للمقبلين على الزواج قبل عقد القران.
وفي حالة اكتشاف أيّ نوع من الأمراض أو الإصابة تنصح المتخصّصة في الأمراض المعدية بأن يكون التكفّل النفسي والطبي بالمصاب لتجاوز الصدمة، وأن يتمّ تهيئة الشريكين لمناقشة الوضع والتصرّف كلّ حسب أحواله الشخصية ومحيطه الأسري على أن يتم تجهيز وتكييف جلسة التكفّل.
وانتقدت المتحدّثة لجوء الكثير من الناس اليوم إلى الزواج الديني فقط، أيّ عقد القران “بالفاتحة “والذي لا يقوم فيه الطرفين بالتحاليل والكشف الصحّي ما قبل الزواج، مشيرة إلى ضرورة التحلّي بالوعي وإجراء هذه التحاليل لتفادي الإصابة بالعدوى في حالة ما إذا كان أحد الطرفين حاملا لأيّ مرض منقول جنسيا أو فيروس فقدان المناعة المكتسبة.
للإشارة، فإنّ مصلحة الأمراض المعدية التي تشرف عليها البروفيسور موفق تستقبل الحالات المرضية من ولاية وهران ومختلف ولايات الجهة الغربية من الوطن، حيث يتمّ التكفّل بهم بداية من الفحوصات الأولية إلى العلاج السريري والمرافقة الدورية، مرورا بالتكفّل النفسي.
وتتوفّر المصلحة على 40 سريرا وعلى أحدث وسائل الكشف والعلاج، وكذا طواقم طبية متخصّصة في معالجة ومكافحة الأمراض المعدية بصفة عامة وداء المناعة المكتسبة على وجه الخصوص.