عادت مناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السكري المصادف لـ 14 نوفمبر من كلّ سنة، لتذكّر الجميع بضرورة التحرّك لمواجهة الخطر الصامت الذي يهدّد صحّة الإنسان بسبب تعقيدات وضغوطات الحياة العصرية وتغيّر نمط التغذية، التي تعتبر السبب الرئيسي لانتشار المرض حسب توصيات الخبراء والمنظّمات الصحّية، مع الدعوة إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس وإعادة تفعيل المخطط الوطني لمكافحة الأمراض المزمنة على رأسها “السكري” الأكثر انتشارا.
حافظت جمعية مرضى السكري لولاية بومرداس على تقاليدها السنوية وحضورها الدائم في الميدان من أجل مساعدة المصابين ومرافقتهم بغرض التكفّل الأمثل بهم وبحالتهم الصحّية بالعيادات الطبية والمؤسّسات الاستشفائية ودار السكري ببودواو وكذا على مستوى مراكز الدفع التابعة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، دون أن تتخلّى أيضا على دورها التوعوي والتحسيسي.
وبادرت بمناسبة هذا الموعد إلى تنظيم يوم دراسي علمي بقاعة المحاضرات للولاية بحضور أطباء مختصّين وممثلي قطاع الصحّة للحديث عن الموضوع والتطرّق لمختلف المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية لاحتواء الداء، مع عرض التقنيات الحديثة في العلاج ومساعدة المريض وبأكثر فعّالية.
وقد شهدت الندوة العلمية تقديم عدّة مداخلات من قبل الأطباء والمختصّين منها مداخلة للدكتور عبدي رشيد حول دور وسائل التكنولوجيا الحديثة للرقابة الذاتية ومتابعة مرض السكري، السكري صنف2 وأهم الرهانات للبروفيسور وردان سعيد، القدم السكري والعمليات الجراحية، وغيرها من العناوين التي تطرّقت إلى خصائص المرض وسبل الوقاية منه وتفادي أخطار المضاعفات الصحّية كالإصابة بالقصور الكلوي، فقدان البصر وبتر الرجل.
وتمّ التركيز على أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية واتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن بتجنّب الأكلات غير الصحية ومختلف المشروبات الغازية، مع عرض أحدث الوسائل الطبية المستعملة حديثا في ميدان العلاج والتخفيف من حدّة الآثار الجانبية، خصوصا النفسية منها التي تلعب دورا كبيرا في مساعدة المريض للتكيّف مع وضعيته الصحّية وتقلّبها.
وجدد رئيس جمعية مرضى السكري محمد مكري في كلمته بالمناسبة “بضرورة التكفّل الأمثل بالمرضى، عبر مختلف بلديات بومرداس والعمل على تجسيد مشروع دار للسكري بالمنطقة الشرقية، مثلما كان مبرمجا سابقا على غرار مشروع مركز بودواو لتخفيف معاناة التنقل إلى المستشفيات المجاورة وتخصيص مصلحة خاصّة بالمستشفيات، منها مستشفى 240 سرير الجديد، مع مطالبة صندوق “كناس” بإعادة النظر في كمية الأدوية التي يستفيد منها المريض المؤمّن اجتماعيا كلّ ثلاثة أشهر، حيث لا تكفي قارورة واحدة الخاصّة بالتحاليل والكشف اليومي عن السكري لمدّة ثلاثة أشهر، مثلما قال”.
كما نظّمت عدد من الهيئات والجمعيات المحلية، بهذه المناسبة، حملة توعوية تحسيسية لفائدة المواطنين، حيث أشرف ديوان مؤسّسة الشباب بالتنسيق مع الرابطة الولائية للإعلام والاتصال للشباب عمليات للكشف والفحص المجّاني لمرض السكري، وبدورها مؤسّسة دار السكري لبلدية بودواو بالتعاون مع مؤسّسة الصحّة الجوارية، كانتا في الموعد بتنظيم أبواب مفتوحة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، تخللتها تقديم نصائح وإرشادات حول كيفية الوقاية وطرق التعايش العادي مع المرض، إضافة إلى القيام بفحوصات وتحاليل طبية مجّانية للكشف عن الداء مبكّرا قبل التفشّي في الجسم.