يظلّ النشاط الجماعي بالوسط التربوي من أهمّ المبادرات التي تعمل عليها المؤسّسات في المرحلة المتوسّطة كما الشأن بمؤسّستي طرفاوي وعبد الحميد بن باديس بـ “سنجاس”، وهذا لتنمية روح الإبداع والعمل الجماعي وإبراز قدرات التلاميذ وكوامِنِهم.
تعمل الإدارتان بما فيهم الطواقم التربوية بمتوسّطتي عبد الحميد بن باديس وطرفاوي عبد القادر على الكشف عن مؤهّلات التلاميذ، من خلال النشاط الجانبي الموازي للعمل التربوي الذي تتحكّم فيه سلسلة محاور ومواد البرنامج السنوي على وضع التلميذ وجها لوجه أمام اختيار مواضيع لتجسيد شعلة المجلة الحائطية بإحدى فضاءات المؤسّسات، والتي تعدّ نتاج نشاط حرّ غير مقيّد كما الحال بمؤسّسة الشهيد طرفاوي عبد القادر التي تتوسّط مدينة سنجاس التاريخية، التي عرفت أول دولة لقبيلة مغراوة على يد صولات بن مزمار أيام عهد عثمان بن عفان، على حدّ قول الأستاذ المؤرّخ محمد ياحي، إطار سابق بالمركز الوطني للأرشيف.ففي سياق الأعمال المكمّلة للأنشطة العلمية والثقافية وحتى الرياضية، دأب تلاميذ ذات المؤسّسة على استغلال أوقات فراغهم لإنجاز وتحضير مجلات حائطية في مواضيع متفرّقة تساير الأحداث والتظاهرات التي يتفاعل معها أبناء متوسّطة الشهيد طرفاوي عبد القادر، كما سمحت لهم الظروف المحيطة بالعمل التربوي داخل المؤسّسة التي تتميّز بانضباط إدارتها النشيطة وحرصها على إعداد التلميذ متوازنا ومنسجما يراعي روح المشاركة الجماعية في تنفيذ فكرة وتجسيد محور تتفق عليها مجموعة من التلاميذ، ضمن العمل الجمعي الذي يحدوه التنافس، يقول أبناء المؤسّسة النشيطة بطواقمها التربوية والبيداغوجية والإدارية، هذه الأخيرة التي لمسنا فيها روح النشاط وتحقيق الأهداف التي أتت من أجلها على رأس هذه المؤسّسة التي عاينّاها عن قرب.
فالنماذج المعروضة من المجلات الحائطية، كما هو الشأن بموضوعي “الفاتح نوفمبر” و«اليوم العالمي لداء السكري” والتي أعدّها التلاميذ بكلّ إتقان في حدود المراجع التي بحوزتهم وعامل الوقت الذي يحاصرهم بسبب كثافة الدروس المقرّرة، تعكس بحقّ تطلّع هؤلاء نحو غد أفضل وتحلّيهم بروح النشاط الجماعي وتجسيد قيم النشاط الجمعي الذي يعدّ قاعدة لوضع أساس قبول الرأي ورغبة الآخرين التي تجسّد سعي هؤلاء لتكون عملا مشتركا ينمّي روح الإبداع والكشف عن القدرات والكوامن الفردية لدى كلّ تلميذ بخصوص هذا المحور أو ذاك.
هذه الأهداف النبيلة التي تعدّ بشكل أو آخر من اهتمام الأساتذة على اختلاف تخصّصاتهم ووظائفهم المهنية، داخل المؤسّسات التربوية. فالمجلّة العلمية والثقافية والدينية والتاريخية والأدبية والرياضية محصّلات يلجأ إليها التلاميذ بدافع رغبتهم أو تكليف من أساتذتهم لتكون عملا مكمّلا للنشاط التربوي المبرمج في الرزنامة السنوية.
وبنظر أساتذة التعليم المتوسط، فإنّ المبادرات التي ينفّذها التلاميذ بمحض اختيارهم أو تأتي عن طريق تكليفهم في إنجاز المجلّة التي تتمّ في إطار العمل الجماعي، من شأنها أن تدفع المتمدرسين نحو غرس جذوة حبّ التأليف والبحث وإنجاز المشاريع.ومن جهة أخرى، فهي تنمية للروح الجماعية والاجتماعية في نفوسهم التي تتطلّع إلى حبّ الاكتشاف وإظهار المنتوج المعرفي الذي يمنح الثقة بذواتهم في المهام التي يحبّذونها. هذا الحسّ في حبّ المؤسّسة والمحافظة عليها وعلى مكتسباتها والافتخار بما يقدّمه التلاميذ خصال يقول عنها مدير المؤسّسة من أهدافنا جميعا إدارة وفريق بيداغوجي وعمال وأساتذة، كلّ هذه العوامل مجتمعة في جوهرها رسالة المؤسّسة التربوية التي نعمل جميعا من أجلها لإعداد مجتمع تسوده القيم الجماعية والتربوية والثقافية والوطنية التي نعمل تحت مظلّتها، يقول الفريق التربوي بما فيهم التلاميذ.