تخصيـــــــــــــــص طابقـــــــــــــه الأرضــــــــــــــي لتعليـــــــــــــــــــم المصابــــــــــــــــين بالتوحّـــــــــــــــــــــــــد
أطلقت جمعية “أصدقاء المريض” بولاية البليدة، مشروعها الخيري المتمثل في إنجاز مركز “شهداء غزّة “ لإيواء ورعاية المريض الذي ستنطلق به الأشغال في شهر جوان من السنة المقبلة، بحسب ما تضمّنته البطاقة التقنية.
بحضور نشطاء جمعويين متخصّصين في رعاية المرضى على غرار رئيس جمعية “الشفاء” لولاية المدية، تمّ عرض البطاقة التقنية لهذا المشروع في لقاء إعلامي جرت وقائعه بمركز التكوين المهني “محمد طالب” بأولاد يعيش، حيث أوضح المنظّمون بأنّهم قرّروا إنجاز هذا المرفق الصحّي بهدف رفع قدرات الإيواء لا سيما المرضى من فئة الرجال.
بحسب التصميم الذي أعدّه المهندس “رشيد رحالي” من مكتب الدراسات، فإنّ مركز “شهداء غزّة “ يتربّع على مساحة قدرها 314 متر مربعا في بلدية قرواو، وتتشكّل من أربعة طوابق باحتساب الأرضي، وتكلفته تبلغ 10 ملايير سنتيم، 8 منها للإنجاز واثنان للتجهيز، حيث تمّ تحديد آجال تجسيد هذا المشروع بـ 24 شهرا.
اللاّفت من خلال ذات التصميم أنّ المشرفين خصّصوا ثلاث قاعات في الطابق الأرضي لتعليم الأطفال المصابين بالتوحّد، أما الطابق الأول فتمّ تخصيصه لإيواء المرضى من جنس الرجال في خمس قاعات طاقة استيعابها 24 سريرا، فيما تمّ تخصيص الطابق الثاني لإيواء النساء والأطفال في خمس قاعات بنفس السعة.
بحسب العرض المقدّم من قبل جمعية “أصدقاء المريض” فقد تمّ تخصيص الطابق الثالث لإدارة المركز ومكتبا خاصّا بها، وكذا لإيواء الأطباء الذين يتعاونون معها ويتوافدون على المركز للإشراف على علاج المرضى، كما يتضمّن التصميم مصعدا للتنقل من أسفل البناية إلى طوابقها بما فيه سطحها الذي سيتمّ تهيئته لاستغلاله.
يحمل هذا المركز تسمية شهداء غزّة تيمّنا بهم وتخليدا لأرواحهم الطاهرة، كما يكرّس الموقف الجزائري حكومة وشعبا مع القضية الفلسطينية بنصرتها “ظالمة أو مظلومة”، وهذا ما اعترف به الدكتور أشرف القدرة المتحدّث باسم وزارة الصحّة الفلسطينية في اتصال هاتفي على المباشر مع منظمي اللّقاء الإعلامي الذي نظّمته جمعية “أصدقاء المريض” لولاية البليدة.
حول هذا المشروع الخيري، صرح رئيس جمعية “أصدقاء المريض” بولاية البليدة محمد لعجاج قائلا: “راودتنا فكرة تشييد هذا المركز منذ أكثر من سنتين، وهذا بعدما لاحظنا بأنّ قدرات الإيواء متوفرة بالنسبة للنساء المريضات بينما هناك نقص لإيواء الرجال وكذلك مرافقي المرضى القادمين من خارج ولاية البليدة، لتأتي البشرى بتبرّع أحد المحسنين بقطعة أرض بعد وفاته، وانطلقنا قبل سنة في الإجراءات الإدارية الضرورية لبناء المركز ونظرا لهدفه الخيري فقد أبدى المهندسون المعماريون رغبتهم في التطوّع لإنجاز الدراسة”.
وعن تطلّعات الجمعية أوضح لعجاج: “نترقّب تعديل قانون الجمعيات ونأمل في أن يسمح لنا بالاستثمار لأنّنا نرغب في إنشاء مراكز طبية توفّر العلاج بمبالغ رمزية، وهذا ما نسميه بالتمويل الذاتي للجمعيات”، كما تحدّث عن مجال مكافحة السرطان: “لدينا برنامج مستقبلي يتمثل في بناء شبكة جمعيات متقاربة في مجال التخصّص الطبي كما فعلنا مؤخرا وأسّسنا شبكة أطلقنا عليها تسمية الرياحين مع تعيين رئيس جمعية الرجاء ياسين محي الدين منسّقا لها، ومن خلال هذه الشبكة وضعنا برنامجا مشتركا لإنجاز حملة تبرّع بالدم ونسعى مستقبلا لنتعاون مع بعض لتحسين التكفّل بالمصابين بالسرطان”.
وتزامن تأسيس جمعية “أصدقاء المريض” بالبليدة مع ظهور وباء كورونا مع نهاية سنة 2019، وهذا ما عطّل مساعيها لتنفيذ بعض البرامج الطموحة، ورغم ذلك استطاعت أن تنفّذ بعض القوافل الطبية لفائدة قاطني مناطق الظلّ مثل بلدية عين الرمانة في الجهة الغربية وبلدية صوحان والجبابرة في الجهة الشرقية، وذلك بالتنسيق مع مديرية الصحّة التي توفر لها الشاحنات والتي تقلّ أطباء في تخصّصات مختلفة يجوبون هذه المناطق التي تنعدم بها قاعات العلاج، ممّا يتيح الفرصة للسكان بإجراء الفحوصات بالمجّان ويتمّ استدعاؤهم لمواصلة العلاج لاحقا إذا ما تبيّنت إصاباتهم ببعض الأمراض.