اخــتــتــام المــعــرض الجــهــوي لــلــصــنــاعــة الــتــقــلــيــديــة بــالجــلــفــة

إبداعات جزائرية تتحدّى زمن العولمة

موسى دباب

 

إجراءات لتشجيع الحرفيين على الاستمرار في إبراز مواهبهم

اختتم بولاية الجلفة المعرض الجهوي للصناعة التقليدية،  والمنظم  من طرف غرفة الصناعة التقليدية للولاية، والذي كان  في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر، وبالتنسيق مع مديرية المجاهدين وذوي الحقوق ومديرية السياحة والصناعة التقليدية. جاء هذا المعرض تحت شعار “نوفمبر المجيد وفاء وتجديد”، في إطار الاحتفاء بالذكرى السبعين للثورة التحريرية الجزائرية.


شهدت الفعّاليات مشاركة 43 حرفيا من مختلف ولايات الوطن، بما في ذلك ولايات تقرت، تيارت، المسيلة، ورقلة، فضلا عن الولايتين المنتدبتين مسعد وعين وسارة. حيث كانت المشاركة متنوّعة وجاءت من سبع ولايات، وهي تقرت، المغير، ورقلة، المسيلة، الاغواط، البيض، تيارت، الجلفة الولايتين المنتدبتين مسعد وعين وسارة.
تميّز المعرض بعرض أبرز الأنشطة الحرفية التي تتمتّع برواج وطني، حيث شملت المنتجات المعروضة القشابية والبرنوس الوبري، بالإضافة إلى التحف الفنية والخياطة التقليدية، والحلويات التقليدية والعصرية. كما تم تخصيص مساحة لعرض منتجات نزلاء إدارة السجون بعين وسارة، ممّا أضاف بعدا إنسانيا واجتماعيا إلى الحدث.
وحسب مدير دار الصناعة التقليدية ربيع حمريط، فإنّ المعرض قد تمّ تقسيمه إلى ثلاث واجهات رئيسية تعكس تاريخ الجزائر وتراثها الثقافي، وهي كالتالي:
^ الواجهة الأولى: مخصّصة للملابس التقليدية، حيث تمّ عرض البرنوس والقشابية وكلّ الألبسة التي كانت تستخدم أثناء الثورة التحريرية، ممّا أعاد إلى الأذهان ذكريات تلك الفترة التاريخية.
^ الواجهة الثانية: تضمّ الصور التذكارية والتحف الفنية، والتي تعبّر عن المناسبة وتروي قصّة الثورة التحريرية من خلال الألوان والأشكال. أمّا الواجهة الثالثة، فهي مخصّصة للأكلات والحلويات التقليدية، خاصّة تلك التي كانت تقدّم خلال فترة الثورة، حيث قدّم الحرفيون للزوّار فرصة تذوّق الأطباق التقليدية الأصيلة.
وقد تمّ بالمناسبة تكريم خمسة مجاهدين حرفيين شاركوا في النشاط الحرفي خلال الثورة، ومن بينهم مجاهدة كانت مسؤولة عن خياطة الملابس للجنود. تضمّنت مراسم التكريم كلا من المجاهدين: بريهمات قويدر، صادقي علي، موفقي مسعودة، لعياضي محمد، وكحول عقبة.
وعلى هامش اليوم الأول من الفعّاليات، تم تنظيم جلسة تكريم خاصّة، احتفاء بمساهمات هؤلاء المجاهدين الذين ساهموا في بناء الوطن، ليكونوا قدوة للأجيال الجديدة.
ولم يقتصر المعرض على العروض والفعّاليات فقط، بل تمّ تنظيم مسابقة لأحسن جناح وأحسن منتج. حيث تمّ تكريم الحرفيين الناجحين في هذه المسابقات، ممّا أعطى دفعة معنوية للمشاركين وشجّعهم على الاستمرار في إبراز مهاراتهم وإبداعهم. وتم أيضا تكريم جميع الحرفيين المشاركين، تقديرا لمساهماتهم في إحياء التراث الثقافي والحرفي للجزائر.
واختتم اليوم الأول من المعرض بمشاركة واسعة وإشادة من الحضور، في أجواء تعكس التلاحم بين الأجيال وتقديرهم لتاريخهم. حيث أجمع المشاركون والزوّار على أهمية هذا المعرض الذي يهدف إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي والحرفي للجزائر، ويعتبر منصّة مثالية للتعريف بالمنتجات التقليدية ودعم الحرفيين.
هذا المعرض يعدّ نموذجا يحتذى به في كيفية دمج التراث الثقافي مع الفعّاليات الحديثة، حيث يساهم في تعزيز الوعي بتاريخ الجزائر ويشجّع الحرفيين على الاستمرار في إبراز إبداعاتهم. في ظلّ اهتمام الدولة بدعم الصناعة التقليدية، ويبقى الأمل معقودا على نجاح هذه المبادرات في تنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الإثنين 11 نوفمبر 2024
العدد 19618

العدد 19618

الأحد 10 نوفمبر 2024