الخبير في الصحّة العمومية..رمزي بوبشيش لـ “الشعب”:

سخّــــــرت إمكانـــــــــات كبـــــــــــيرة لمكافحة سرطان الثّديالجزائر

سفيان حشيفة

 

أكّد الخبير المختصّ في الصحّة العمومية، الدكتور رمزي بوبشيش، أنّ الجزائر من الدول التي تسخّر إمكاناتها في القطاع الصحّي للتحسيس ومكافحة سرطان الثّدي، باعتباره النوع الأول الذي يصيب النساء في الجزائر ويفتكّ بهنّ، وتتضاعف الجهود أكثر مع حلول شهر أكتوبر من كلّ عام.


أوضح الدكتور رمزي بوبشيش، في تصريح أدلى به لـ “الشعب”، أنّ الجزائر فتحت كلّ المؤسّسات العمومية عبر كامل القطر الوطني للتحسيس حول مرض سرطان الثّدي، مع تسخير الكوادر الطبية وشبه الطبية في كافة المرافق الصحّية من أجل تنظيم أيام مفتوحة لشهر كامل وبشكل يومي، للتوعية عبر نشريات طبية تُوزّع على النساء، وتقديم شروحات لهنّ حول الأعراض والمسبّبات وطرق الفحص الذّاتي، وكذلك الفحص الحضوري والتشخيص من خلال جهاز الماموغرافي، سواء مجّانا أو بنصف الثمن في القطاعين العام والخاصّ.
الكشف المُبكِّر والعلاج
أما من ناحية العلاج، مثلما أضاف بوبشيش، ستشرع الدولة في إنتاج أدوية السرطان محليا قبل نهاية سنة 2024م، وسيتمكّن القطاع الصيدلاني هذا العام من إنتاج 60 بالمائة من احتياجات المرضى خصوصا سرطان الثّدي، الذي يعتبر من السرطانات الذي توليه الدولة أهمية باعتبار أنّ الكشف المبكّر عنه يسهّل علاجه تماما.
ولسرطان الثّدي وانتشاره أسباب عديدة منها ما هو وراثي وهرموني وبيئي متعلّق بنمط الحياة، وقد ينشأ عندما يغيّر عامل ما الحمض النووي داخل الخلايا في نسيج الثّدي، حيث يحتوي الحمض النووي للخلية على تعليمات توجّه الخلية لأداء وظيفتها المحدّدة وأيّ خلل فيه يحفّز التورّم السرطاني، بحسب قوله.
ومن الأسباب أيضاً، وفقاً للمختصّ، وجود سيرة مرضية عائلية للإصابة بسرطان الثّدي تزيد من احتمالية الإصابة به، في حين هرمونيا قد يتشكّل من خلال بدء الدورة الشهرية مبكّرا والبلوغ المبكّر أو تأخّر سنّ اليأس لسنّ متقدّمة وبدء انقطاع الطمث في عمر متأخر، كما أنّ عدم الحمل والإنجاب مطلقا يزيد من فرص الإصابة بالمرض، وكذلك الإنجاب المتأخّر أو لمرة واحدة في سنّ متأخّر، بالإضافة إلى العلاج بالهرمونات البديلة واستخدام حبوب منع الحمل بكثرة، وكذا العلاج الإشعاعي لعلاج أمراض أخرى من مسبّبات هذا النوع من السرطانات.
وأردف الدكتور: “من مسبّباته إتباع نمط حياة غير صحّي خصوصا في زمننا هذا المتّسم بكثرة الغذاء غير الطبيعي، والراحة وقلّة النشاط، كما تزيد السمنة والبدانة لدى المرأة من احتمالية الإصابة بسرطان الثّدي”.
الوقاية والفحوصات الدورية
أفصح الدكتور بوبشيش، عن عدّة طرق للوقاية من سرطان الثّدي، من شأنها الحدّ من خطر الإصابة به تبدأ بإجراء المرأة لفحوصات دورية طبية من خلال الفحص الذاتي للثّدي وتغيّراته، أو الفحص عند طبيب، أو الكشف من خلال الماموغرافي، وكذلك الابتعاد عن استعمال حبوب منع الحمل والحرص على الإنجاب، وعدم استخدام العلاج بالهرمونات البديلة.
وعلاوة على ذلك، لابد أن تحرص المرأة على تناول غذاء صحّي خصوصا تناول الخضر والفواكه والأوميغا، وتجنّب الزيوت المهدرجة والأكل السريع، والحفاظ على وزن صحّي طبيعي، وفي حالة البدانة والسمنة يجب أن يسعى النسوة إلى إنقاص وزنهنّ، فضلا عن الحرص على الرضاعة الطبيعية فهي سبيل وقائي ممتاز جدّا للوقاية من سرطان الثّدي.
تقنيات وبروتوكولات الاستشفاء
تتوفّر العديد من العلاجات والتقنيات للتّشافي من سرطان الثّدي، بحسب بوبشيش، على أن تتمّ وفق بروتوكولات معيّنة حسب نوع سرطان الثّدي، ووفقا لخطورته وانتشاره محليا في الثّدي أو خارج الثّدي؛ لأنّ العلاج الأنسب يحدّده الطبيب المختصّ حسب حالة كلّ مريضة وهو ليس علاجا واحدا مشتركا.
وغالبا ما يبدأ علاج سرطان الثّدي بالتدخل الجراحي لاستئصال الورم السرطاني، وفي معظم الحالات تتلقّى المصابات به علاجاتٍ أخرى بعد الجراحة، مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي والهرموني، مثلما شرح المختصّ ذاته.
وقد تتلقّى بعض النساء المصابات بسرطان الثدي العلاج الكيميائي أو الهرموني قبل الجراحة، ويمكن أن تساعد هذه العلاجات على تقليص حجم الورم السرطاني وتسهيل استئصاله؛ كون الجراحة دورها إزالة ورم الثّدي، والعلاج الإشعاعي لتقليل خطر التكرار في الثّدي والأنسجة المحيطة به، والأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بما في ذلك العلاجات الهرمونية أو العلاج الكيميائي أو العلاجات البيولوجية الموجّهة، يضيف الدكتور رمزي بوبشيش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024