تعدّ تجربة محاربة سرطان الثدي من التجارب القاسية التي تمرّ بها العديد من النساء حول العالم، وهنا نستعرض قصّة السيدة سوسن من تبسة، التي واجهت هذا المرض بشجاعة وإصرار، وتعمل منذ سنوات على نقل تجربتها ومراحل علاجها لسيدات أخريات وتشجيعهنّ على محاربة المرض.
بدأت قصّة السيدة سوسن سنة 2019 عندما شعرت بوجود كتلة غير طبيعية في ثديها. على الرغم من شعورها بالقلق، إلاّ أنّها أجّلت زيارة الطبيب، وبعد أسابيع من التردّد، قررت أخيرًا إجراء الفحوصات اللاّزمة، وما ساعدها في بدء الخطوة الأولى حسب قولها هي مجّانية الكشف والفحص والمتابعة، ورغم بعض الأعراض إلا أنّها لم تكن تتوقّع خبر إصابتها بالمرض الخبيث في مراحل متقدّمة، كانت نتيجة الفحص بمثابة صدمة إذ تمّ تشخيصها بسرطان الثدي، لتتوجّه بعدها مباشرة إلى مراحل العلاج المختلفة.
تقول سوسن أنّ مشاعر الخوف والحزن سيطرت عليها، وتفكيرها انصبّ على عائلتها وعلى مستقبلها، تذكّرت اللحظات الجميلة التي قضتها مع طفليها، وأصبح كلّ شيء غير مؤكّد، لكن بعد فترة من الصدمة، قررت أن تأخذ الأمور بيدها وأن تحارب.
بدأت رحلة العلاج، والتي تضمّنت العمليات الجراحية واستئصال الثدي والعلاج الكيميائي. كانت تلك الفترة من أصعب الفترات في حياتها، عانت من آثار العلاج، مثل التعب وفقدان الشعر، لكنّها لم تسمح لذلك بإحباطها، وجدت الدعم في عائلتها وأصدقائها، وبدأت في الانضمام إلى مجموعات الدعم، حيث التقت بسيدات أخريات يعانين من نفس المرض.
بعد انتهاء العلاج، بدأت سوسن مرحلة إعادة التأهيل. كانت هذه المرحلة تتطلّب الكثير من القوّة البدنية والعقلية. بدأت في ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتبنّي نظام غذائي صحّي، كانت تأمل أن يساعدها ذلك في التعافي ويعيد لها طاقتها.
مع مرور الوقت، بدأت السيدة سوسن في الشعور بتحسّن كبير، لم يكن الشفاء جسديًا فحسب، بل كانت تجربتها أيضًا دافعًا لتغيير حياتها بشكل إيجابي، بدأت في المشاركة في حملات توعية حول سرطان الثدي، وقررت أن تروي قصّتها لتشجيع النساء الأخريات على الفحص المبكّر وعدم التردّد في طلب المساعدة.
تمثل تجربتها نموذجًا للصمود والإصرار في مواجهة الصعوبات، على الرغم من الألم والمعاناة، استطاعت أن تحوّل تجربتها إلى قوّة دافعة لها وللآخرين، سرطان الثدي ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة لحياة مليئة بالأمل والإلهام.
وتيقّنت أنّ مشاركة التجارب الشخصية يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين، دعمها للكشف المبكّر عن سرطان الثدي يساهم في إنقاذ الأرواح، ويرفع نسبة الشفاء إلى 100 بالمئة، ويعزّز الوعي بأهمية الفحص الدوري بين النساء.