جودة في الخدمات الصحية رغم الإمكانيات المادية القليلة

مستشفى الاستعجـالات الطبيـة الجراحية بباتنـة..قطب نموذجي

حمزة لموشي

عمليات جراحية معقّدة وخدمات نوعية لمرضى من مختلف الولايات

تتواصل نجاحات المستشفى الجهوي للاستعجالات الطبي الجراحية بتحقيقه لرقم قياسي في عدد العمليات الجراحية التي تمّ إجراؤها، والتكفل بالمرضى القادمين من مختلف بلديات الولاية وبعض الولايات المجاورة، الأمر الذي خفّف كثيرا من مُعاناة المرضى خاصة الفئات الهشة التي وجدت في المستشفى ملاذا آمنا للشفاء، وإجراء العمليات الجراحية والاستفادة من مُختلف الفحوصات والتحاليل الطبية في مختلف التخصصات.

 يشهد الصّرح الطبي إقبالا كبيرا للمواطنين نظرا لجودة الخدمات الصحية التي يقدمها رغم الإمكانيات القليلة التي يتوفر عليها مقارنة ببعض المؤسسات الاستشفائية الاخرى، كونه مستشفى دخل حيز الاستغلال بطاقة استيعاب غير كلية، وشهد عراقيل كثيرة حالت دون افتتاحه في آجاله، رغم أنّه مستشفى جهوي هو الأول من نوعه في الشرق الجزائري للاستعجالات الطبية الجراحية. يحمل اسم المجاهد المتوفى الدكتور عثامنة محمود بحي بوزوران بمدينة باتنة، يتوفّر على أحدث التّجهيزات الطبية المتطورة والعصرية، تسمح بإجراء العمليات الجراحية للمرضى وتسهيل المهمة للجراحين ومختلف الأطقم الطبية، يساهم بذلك في تخفيف الضغط عن مصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي باتنة.

ريــادة في الـعمليات الجــراحــيـــة

وبخصوص عدد العمليات التي تمّ إجراؤها بالمستشفى، أوضح مدير المستشفى حمزة سلات في تصريح لـ “الشعب”، عن 150 عملية ختان و200 عملية ماء أبيض للعين في إطار التوأمة والاتفاقيات بين بعض الشّركاء والمؤسسات الصحية الأخرى، دون الحديث عن العمليات الجراحية الدورية التي تدخل في صميم عمل هذه المؤسسة، وما ساعد ذلك التواجد الميداني للمدير من أجل السهر على السير الحسن لمصالح الاستعجالات، ومعالجة كل الاختلالات فيما يخص الاستقبال والتوجيه والنظافة الاستشفائية.
كما تتوفّر المؤسسة - يضيف المدير - على مصلحتي الأنف والأذن والحنجرة التابعة للمؤسسة الاستشفائية باتنة، وتمارس نشاطها الميداني بهذه المؤسسة، والتي أجرت أكثر من 1500 عملية جراحية مُستعجلة على غرار أمراض الغدة، إضافة لمصلحة التصلب اللويحي التابعة لمستشفى باتنة الجامعي، أين تمّ تسجيل أكثر من 2400 مريض يتلقى علاجه بالمؤسسة بمعدل 20 مريضا يمارس الاستشفاء اليومي، إضافة إلى هيكلة المصالح الصحية التي يتوفر عليها المُستشفى وفق مقرر وزاري يحدد الهياكل الصحية الموجودة.
وتتمثّل هذه الهيكلة في إنشاء 4 مصالح، الأولى خاصة بالجراحة العامة، ثم جراحة العظام وكذا جراحة الأعصاب، وأخيرًا مصلحة للجانب الطبي المتمثلة في الإنعاش الجراحي والتخدير، وجناح لنزلاء المؤسسات العقابية به 5 أسرّة، وتقوم هذه المصالح بضمان المناوبات الطبية دون انقطاع خاصة ببعض المصالح الحساسة وفي كل الأوقات، كونه يضم 30 طبيبا متخصصا و36 طبيبا عاما منتدبا و90 في شبه الطبي و15 موظفا بالنسبة للطاقم الإداري.

نحو التّكفّل بمرضى 5 ولايات شرقية

 بالنسبة للجراحة العامة التي شُرع فيها نهاية سبتمبر 2023، فقد تم تحقيق رقم معتبر في التكفل بالمرضى أصحاب العمليات الجراحية رغم النقص المُسجل في بعض العتاد، حيث تم إجراء أكثر من 300 مريض، كما يتلقى المُستشفى 4 حالات يوميا لعمليات جراحية مُستعجلة بالنسبة للاستعجالات الطبية، في حين نجد هناك تكفل نوعي أيضا بالمرضى في جراحة العظام، حسب ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لهذا الصرح الطبي الجهوي الهام، الذي بإمكانه أن يستقطب مرضى من 5 ولايات.
كما يتوفّر المستشفى أيضا على مخبر حديث يضم تجهيزات تقنية عالية الجودة، تجرى بها كل الفحوصات الحساسة، إضافة إلى مصلحة الأشعة، ليبقى حُلم تجهيز المُستشفى بجهاز سكانير وسيارة إسعاف واستقطاب الأطباء المتخصصين خاصة في الأشعة وجراحة العظام وبعض التخصصات الحساسة، أهم الانشغالات التي يأمل مسؤولو هذا المستشفى في أن تتحقق، على أمل التكفل بها قريبا من طرف السُلطات المعنية، خاصة في ظل حرص والي باتنة محمد بن مالك على ترقية الخدمات الصحية وجعل التكفل بالقطاع إحدى أولوياته.
ولعل أبرز نجاحات المستشفى رفعه من سعة استيعاب المرضى من 65 سريرا في بداية دُخوله حيّز الخدمة، إلى 102 سرير بعد اجراء تعديلات تقنية على هيكل المُؤسسة باستغلال المساحات المُتوفرة، حيث تم إنجاز 3 غرف عمليات، 15 سريرا ما بعد العمليات و6 أسرّة بعد الإنعاش الجراحي، ولعل هذا ما شجّع المرضى على التوافد بقوة للمستشفى نظرا للخدمات الصحية الجيدة، حيث أكّد مدير المستشفى حمزة سلات تسجيل أكثر من 100 مريض يوميا، 30 منهم تستقبلهم مصلحة الأنف والأذن والحنجرة لوحدها.

عام من الخدمة الفعلية عوّض 4 سنوات من الـتّأخّـــــر

 وقد كشفت زيارتنا الميدانية للمستشفى للوقوف على ما تحقق فيه من مكاسب وإنجازات في مجال التكفل بالمرضى، بذل الأطقم الإدارية والطبية لجهود كبيرة للوصول للمستوى الحالي للمستشفى، الذي عرف زيارات مُتكررة ومُتتالية لكل من والي باتنة ومدير الصحة حمدي شقوري، تم خلالها تقديم العديد من الملاحظات والتوجيهات، لتنطلق بعدها عملية رفع العراقيل إدارية والبيروقراطية التي نخرته، وحالت دون دخُوله حيّز الخدمة مُنذ أكثر من 4 سنوات، حيث عرف المُستشفى نهضة حقيقية مُنذ شهر مارس من العام المُنصرم 2023، أين تحول رغم تقديمه للخدمات الصحية إلى ورشة مفتوحة للكثير من الأشغال، منها إعادة التغير في تصميمه الداخلي ليتماشى مع الاحتياجات الحقيقية للمرضى.
ويبقى من الطموح أيضًا توسعة المستشفى تجسيدا لتعليمات المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية بعد زياراته الكثيرة للمُؤسسة، حيث تعهد بمنحهم محلات “عدل” المجاورة وتحويلها لجناح اداري، إضافة إلى موقف للسيارات لتكثيف منافذ الدُخول للمُستشفى المُعول عليه أن يُصبح جهويا ما يحتّم إنجاز مدخل خاص لتواجد المرفق وسط عمارات سكنية، بحيث يفتقر لحظيرة وأماكن لركن المركبات، كون الاستعجالات الطبية المرآة العاكسة لصورة قطاع الصحة وواجهة المؤسسات الاستشفائية.
المواطنون والمرضى الوافدون على هذا المستشفى استحسنوا الجهود المبذولة في الخدمات المقدمة لهم، ورضاهم عن فرض النظام والانضباط داخل المستشفى مع توفير أحسن الظروف لاستقبالهم، وتحسين محيط المرضى من ناحية التكفل الحسن بهم، والتركيز على تأمينهم وتوفير الإمكانات الطبية اللازمة من تجهيزات ضرورية والنظافة، وتسخير أطقم طبية مجهزة بكل الوسائل المادية والكفاءات البشرية من أطباء وشبه طبيين وفق برنامج يتم إعداده مُسبقًا، مع التأكيد على ضرورة وأهمية أنسنة وأخلقة هذه الخدمات بغية الوصول لخارطة صحية تتكفّل بالمواطنين وتمكنهم من الرعاية الكاملة.
والجدير بالذكر، أنّ قطاع الصحة بولاية باتنة خطى خطوات كبيرة في تجسيد مبدأ تقديم الخدمات الصحية العادلة والمتكافئة لكل المواطنين على مستوى بلديات الولاية 61، من خلال تمكينهم عيادات جوارية متعددة الخدمات تتوفر على أجهزة طبية ومُستخدمين متخصّصين ضمن المساعي الحثيثة للسلطات العمومية توفير حق العلاج لكل المواطنين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024