الأخصّائـي النّفساني فوزي جـاب الله لـ”الشعـب”

الصحّـة النفسية عامل حاسم فـي علاج سرطان الثـدي

حمزة لموشي

تشهد ولاية باتنة منذ دخول شهر أكتوبر حملات تحسيسية وتوعوية مكثّفة ضدّ سرطان الثدي لفائدة النساء في مختلف مناطق الولاية، ومن تنظيم العديد من الجمعيات والمؤسّسات الصحّية، للتحسيس بضرورة الكشف المبكّر عن هذا الداء الذي أصبح يفتكّ بحياة كثير من النساء، حسبما أفاد به الأخصّائي النّفساني فوزي جاب الله.

وأشار جاب الله في تصريح لـ«الشعب”، أنّ الصحّة النفسية لا تقلّ أهمية عن العلاج الطبي؛ لأنّ العامل النفسي يُعتبر حافزًا وعُنصرا مُهمًا جدًا في خطة العلاج والحدّ من المرض ويُسهّل للجسم الاستجابة للأدوية المُتّبعة.
وبخصوص تعامله كأخصّائي نفساني مع الحالات المصابة بسرطان الثدي، أشار إلى تتبعه لتقنيات علاجية تتعلّق بالسلوك والعلاج بالالتزام والتقبّل والاسترخاء، ثم احتواء الحالة وإقناعها بتقبّل المرض وتوعيتها بأنّها قادرة على التغلّب على المرض واستعدادها لخوض تجربة العلاج.
ولفت الدكتور إلى أنّ النساء في ولاية باتنة، ما زلن يُعرضن عن اللّجوء للعلاج النفسي نظرًا لجهلنّ بطبيعة ودور الأخصّائي النّفساني، وإن كان هناك تحسّنا ملحوظا في الوعي بأهمية العلاج النفسي.
وتابع النّفساني قائلا إنّ معظم الحالات اللائي قام بعلاجهنّ لديهنّ وساوس وفوبيا من الإصابة بسرطان الثدي عكس المصابات اللائي يُركّزن على العلاج الطبّي والإشعاعي، أمّا العلاج النفسي فيتلقينه من قبل المُختصّين في المؤسّسات العلاجية، بينما يكون إقبال النساء اللواتي يمتلكن رصيدا علميا على العلاج النّفسي، وأشار إلى تقديمه - على غرار أيّ أخصّائي نفساني - لتقنيات علاجية مُختلفة تكون حسب درجة الاضطراب والتجاوب مع العلاج المُناسب، وتوجيه وإرشاد وتوعية لطبيعة المرض وإخبار المصابة بقدرتها على التغلّب على المرض، من خلال سرد سيرة حالات سبق لهنّ التغلّب على المرض.
وعن المصاعب التي يُواجهها في التواصل مع المصابة، قال جاب الله إنّ صعوبة تقبّل فكرة الإصابة بمرض سرطان الثدي تمثل أهم العوائق، لأنّ عقل المصابة الباطن، لا يمتلك أدنى فكرة صحيحة وشاملة عن المرض، فالمصابة تعتبر المرض حكما بالموت المحتوم، وهي فكرة خاطئة تماما - يضيف جاب الله - لأنّ المرض عند الكشف المبكّر عليه يمكن السيطرة عليه، خاصة في مراحله الأولى مع تطوّر الخدمات العلاجية والأدوية، عكس ما كان عليه الأمر في الماضي.
 وأكّد جاب الله أنّ الإيمان العميق بقدرة الذات على تجاوز المرض يساعد بدرجة كبيرة على التغلّب عليه وبحكم أنّ المرض لديه انعكاسات وأثار على أنوثة المرأة مثل تساقط الشعر خلال العلاج الكيميائي، واستئصال الثدي في بعض الحالات، يشعرها بـ«النقص” و«عدم الثقة في الذّات” ما ينتج أعراضا وسواسية مثل أنّ زوجها أصبح لا يفضّلها ويفكّر في الزواج من امرأة ثانية، وهذه كلّها عوامل تساعد في تدهور الحالة النفسية، وبالتالي تؤدّي لاختلالات في الجهاز المناعي، ما يساعد على انتشار المرض وعدم الاستجابة للأدوية، كما أكّد جاب الله أنّ أثر الصدمة النفسية وانعكاساتها قد يكون أخطر وأشدّ ضررا من الإصابة بالسرطان نفسه.
وينصح جاب الله الذي يشرف على حملات توعية وتحسيس بضرورة الكشف المبكّر عن الداء، وقبل أيّ تفكير وخوف من الإصابة به هو التوجّه للكشف المبكّر، خاصّة في هذا الشهر الوردي الذي تقدّم به خدمات للكشف المجّاني من قبل المؤسّسات الاستشفائية والجمعيات ذات الطابع الصحّي.ونوّه المتحدّث بأهمية دعم المريضة بسرطان الثدي من طرف كلّ أفراد العائلة الذين يتضرّرون بدورهم نفسيا ويدخل معظمهم في حالة اكتئاب وخوف من المصير، وهنا يظهر دور العائلة والمحيط بشكل كبير ومهم جدّا حسب جاب الله، بل يعتبر نوعا من العلاج حين يكون هناك دعما وتأييدا ومساندة نفسية، تشعر المصابة بنوع من الثقة والسند، لذا كان لزاما على العائلة التعامل مع المصابة بأنّها حالة عادية جدّا دون تحسيسها بـ«الشفقة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024