في ملتقى نظّمـتـه جامعـة سعـد دحلب بالـبليـدة.. باحثون يحذّرون

”التوحّـد”.. نتيجــة مبـاشـرة للتغذيــة السيئة

أحمد حفاف

أجمع باحثون في العلوم والتكنولوجيا الغذائية والتنمية المستدامة بجامعة سعد دحلب بالبليدة، الخميس، خلال ملتقى نظّمته كلية العلوم الطبيعية والحياة، احتفالا باليوم العالمي للتغذية، تحت شعار “الحقّ في الغذاء من أجل حياة ومستقبل أفضل” بأنّ الأنظمة الغذائية غير الصحّية هي السبب الرئيسي لجميع أشكال سوء التغذية (مثل نقص المغذّيات الدقيقة والسمنة).

وتطرّق المتدخّلون - في أثناء الملتقى - إلى عدّة جوانب متعلقة بأثر التغذية غير السليمة على صحّة الإنسان، حيث حاضرت المختصّة في علم الوراثة، الدكتورة نادية قصايبية، عن “ميكروبيوتا الأمعاء والصحّة العقلية”، وتحدّثت عن كائنات حية دقيقة تتطوّر على طول جهازنا الهضمي والتي كانت تسمى سابقًا نباتات الأمعاء، وأظهرت المحاضرة أهمية هذه الكائنات بالنسبة لصحّة المستهلك قائلة: “إنّه مجتمع من الكائنات الدقيقة والبكتيريا والفطريات مفيدة للغاية، لكنّها قد تتسبّب في الأمراض بفعل الإفرازات التي تخرج من البكتيريا وتدفقها في الدم لتذهب بعدها إلى الدماغ فتحدث تأثيرات على فيزيولوجيا الدم، وبالتالي قد تؤدّي إلى أمراض مثل التوحّد وانفصام الشخصية وأمراض أخرى”، ولتفادي ذلك – تقول قصايبية - ينبغي أن يتحقّق توازن الميكروبيوتا في الجهاز الهضمي بمعنى أن تتفوّق البكتيريا الجيدة على البكتيريا السيئة بتوافر الألياف الغذائية التي تُسهّل الهضم.
وأضافت قصايبية: “يجب أن نغيّر من نظامنا الغذائي خاصّة فيما يتعلّق بالطهي. يجب علينا تجنّب استخدام الزيوت والطهي بالبخار من أجل الحفاظ على الفيتامينات. على سبيل المثال، قبل أن أغلي السبانخ في قدر من الماء، في هذه الحالة، تفقد السبانخ فيتاميناتها.. الطريقة الصحيحة هي طهيه بدون ماء في وعاء وسيغلي في مائه”.. هذا بحكم تخصّصها في تدريس الآليات اللاجينية التي تعدل التعبير الجيني وترسي الهوية الخلوية الحساسة للعوامل البيئية مثل التغذية واستقلاب الطاقة.
 من جهته، تطرّق الدكتور سيد علي رمضان من قسم علوم التغذية التابع لكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة البليدة في مداخلة بعنوان: “الوضع الغذائي الجزائري من خلال الأسر المعيشية”، إلى نتائج الدراسة التي أجراها على استهلاك الحبوب ومشتقاتها والخضروات الطازجة والمجفّفة واللّحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، والتي جاءت مرضية بشكل عام بعدما مسّت أغلبية شرائح المجتمع.
 ورغم الفروقات الإجتماعية في عينات الدراسة، فقد كانت النتائج مرضية فيما يتعلّق بالتغذية الجيدة، فالمعدل الوطني أخفى الاختلافات التي يجب معالجاتها على مستوى العائلات التي تعيش في مناطق الظلّ، وقال في هذا الصدد: “يجب أن نستهدف الطبقة المحرومة من المجتمع، ونساعدها من خلال برنامج يسمح لها بالوصول إلى تغذية جيّدة”.
وأجرى الباحث دراسته على مستوى 27 ولاية من الوطن، وشملت 2800 أسرة وستكون هذه الدراسة مهمة بالنسبة للسلطات العمومية - على حدّ قوله - لا سيما في إطار التكفّل بالفئات الهشّة من المجتمع.
 من جهتها، أبرزت الدكتورة كريمة عواس رئيسة قسم علوم التغذية بأنّ من بين الأهداف الأساسية من تنظيم الملتقى حول التغذية السليمة، زيادة الوعي وسط الطلبة الذين يتبعون نظما غذائية غير صحية بتناول الوجبات السريعة يوميا.
وأقيمت احتفالات اليوم العالمي للتغذية، تحت شعار الغذاء المستدام، واختار المنظّمون لملتقى البليدة شعار “صحّتنا تبدأ بالطبق” من خلال إشراك الطلبة في تخصّصات التغذية والبيوتكنولوجيا للمشاركة في ورشات، على اعتبار أنّ جلّهم يفضّلون الجانب التطبيقي على النظري فيما يخصّ البحث العملي، تقول عواس. واستعمل المنظّمون مادة الخبز في الورشات البحثية باعتبارها الأكثر استهلاكا، حيث قدّم الطلبة عدّة أنواع من تركيبات الخبز التي ينبغي أن تكون مفيدة لصحّة الإنسان، كما هو بالنسبة لجمعية النساء الجزائريات التي عرضت أجود أنواع الخبز ومنتجات الحبوب على هامش الملتقى. وسمحت التظاهرة العلمية بعرض دراسات وأبحاث متعلّقة بالتغذية بحضور عدد كبير من الطلبة لأجل الاطّلاع على ضرورة اتباع أنماط غذائية مفيدة للصحّة، وتجنّب نمط الاستهلاك السلبي، بعدما ثبُت بأنّ سوء التغذية يتسبّب في أمراض مثل “التوحّد” الذي يتزايد عدد الإصابات به سنويا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024