عندما يتحول البنّاء إلى عملة نادرة

صعوبة الحصول على خدمات بنّاء والوصول إليه بموعد

سكيكدة: خالد العيفة

في الوقت الحالي، ليس من السهل عند التفكير في إجراء ترميمات وتحسينات أو بعض الرتوشات بمنزلك، بعد أن أصبح البنّاء “ماصو” خلال المدة الأخيرة أشبه بعملة نادرة. هذا الأخير وفي حالة العثور عليه، يثقل كاهلك بمصاريفه التي لا تنتهي دون أن تتحصّل على النتيجة المرجوة في الوقت المحدد، ناهيك عن تقاعسه وغيابه عن موقع العمل لأيام متتالية، دون سابق إنذار، متحجّجا بمبررات في الغالب مفتعلة.
ومع تزايد ظاهرة إقبال المواطنين على توسيع مساكنهم أو بناء أخرى جديدة، أصبح البحث عن حرفيين للعمل على إنشائها ضرورة ملحّة، لتتحوّل مكانة “البناء” كبيرة وليس من السهل التفاوض معها، حيث يستدعي لقاءه ترتيب موعد مسبق وأجرة معتبرة، حتى يرضى عنك هذا العامل ويقبل بفكرة التنقل إلى بيتك لبنائه أو ترميمه، ولكن فرحتك بالظفر به لا تكتمل، إذ تبدأ سلسلة الغيابات، وترك المكان ورشة مفتوحة، ناهيك عن التقاعس في العمل، حيث يستغرق أياما في بناء جدران غرفة واحدة بالنسبة للبناء، وتجبر أنت على تمديد ساعات عمله، وبالتالي زيادة أجرة العامل.
“محمد ـ ش” عزم على إعادة تهيئة شقته، التي تحصل عليها في إطار الاستفادة من سكن إيجاري، فاستغرق الأمر وقتا كبيرا، فقد ظل يبحث عن بنّاء مؤهل طيلة شهرين، وهي نصف المدة التي استغرقها هذا البنَّاء في عمله الذي كان يتعلق بإعادة “البلاط”، والأبواب والنوافذ، وبعض الرتوشات على المطبخ، على الرغم من أنه تقاضى أجر مسبقا، إلا أن النتيجة التي حصل عليها لم ترضيه.
أما “حسين ـ ل” فقد تحدث لـ “الشعب” عن هذه الظاهرة بأسى مبرزا أن البناء أحاط نفسه بقيمة كبيرة، حيث يقول إنه عرض العمل على أكثر من بنَّاء، لما قرر بناء تهيئة مسكنه، وبما أنه كان يحضر ترتيبات زواجه، توجّب عليه تسريع وتيرة العمل، إلا أن فترة بحثه عن “ماصو” أخذت معظم الوقت.
وأوضح أحد البنائين بسكيكدة “السبتي ـ خ”: إنّنا نعاني في صمت بدنيا ومعنويا بسبب آلام الظهر ومختلف المفاصل،
ومعنويا أن يأتي إليك أحدهم ويقول لك إن أردت العمل يوم الجمعة يا هذا إن البنائين دعاهم الرسول ـ صلى اللّه عليه وسلم ــ لأنهم يعملون الجمعة”. وأضاف آخر أنّ “هذه الفئة سائرة في الانقراض وعلى الدولة الالتفات إلى فئة البنائين والعمل على معالجة الأمر، وبالنسبة إلى التأهيل فلن يكون له فائدة، لأن أغلبية الشباب الممتهنين لن يختاروا هذه الحرفة لعدة أسباب، فليس للبناء قانون يحميه وليست هناك نقابة معتمدة من طرف الدولة تهتم بأموره، ناهيك عن غياب الضمان الصحي والاجتماعي”.
أما “توفيق” فيرى غير ذلك “بالنظر إلى الأرباح التي يمكن تحصيلها في ظرف قياسي لمن ساعفه الحظ، جعل الكثيرين يحطون الرحال عندي كأولى محطات بناء المستقبل على أمل الخروج منه برأس مال يمكنه من الخوض في مشاريع أخرى”.
ويقول ‘’ع ـ أيمن” بأنّ “التهميش الإداري هو السبب الرئيسي لأنّ تصنيف عمل البناء غير المصرح به في خانة السوق السوداء، زاد من معاناته واستمرار في هضم حقوقه”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024