شكلت تقنية الجيل الثالث قفزة نوعية في الصحافة الجزائرية بما منحته من مزايا متعددة للمعلومة وتقريب المصدر من قاعة التحرير، ويتجلى ذلك في عامل الآنية التي تمنحها هاته التقنية حيث أصبح بإمكان المراسل أن يبعث الخبر حين وقوعه
ويتابع تطوراته اللاحقة لحظة بلحظة وهو ما يحقق السبق في المعلومة وفي تحليلها الفوري عبر الوسائل السمعية البصرية أو عبر المواقع الالكترونية للصحف وتجاوز الصحفي الجزائري بذلك عقدة المكان وعقدة الحضور في قاعة التحرير كما فتحت هذه التقنية إمكانية تفاعل رئيس التحرير أو قاعة التحرير مع الخبر حين وقوعه وذلك بطرح أسئلة وتوجيهات للمراسل والاستفادة الآنية من الإجابة وهذا ما لم تألفه الصحافة الجزائرية، فبعدما كان الحديث عن أسبقية عرض المعلومة أصبح الحديث عن الأسبقية في رصد تراكمات المعلومة ومستوى المتابعة ناهيك عن ما وفرته هذه التقنية لصحفي من تكوين خلفية آنية على الموضوع من خلال الدخول إلى مواقع متخصصة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تساهم في التفاعل الآني مع الخبر الذي تجاوز عقدة التغطية الإخبارية للتلفزيون في فرض انتظار المواعيد الإخبارية التقليدية فأصبح المتلقي بفضل تقنية الجيل الثالث يشاهد صورا وفيديوهات فورية من موقع الحدث أين ما كان، ولكن وعلى قدر ما وفرته هذه التقنية من مزايا للصحفي الجزائري على قدر ما أفقدته التحكم في مستوى التدفق الهائل للمعلومة فغاب بذلك التقدير الجيد للمعلومة المهمة والأقل أهمية وأصبح الصحفي أحيانا تابع للحدث لا صانع له وأحيانا تفرض عليه درجة التدفق للمعلومة نفسها وعلى قاعة التحرير أيضا وهو ما يحتاج من الدارسين الوقوف عنده بشكل أعمق.
عبد الرزاق جلولي صحفي«الإذاعة الوطنية»:
مكنت المتلقي من مشاهدة الصورة والخبر وخففت عناء التحرير
نـور الديـن لعراجـي
![](/ar/components/com_k2/images/system/blank.gif)
شوهد:1361 مرة