عرفت نهائيات كأس أمم أفريقيا الجارية وقائعها بالكاميرون الكثير من النقائص، في مقدمتها الأخطاء التحكيمية الفادحة وغياب الجمهور ورداءة العشب الطبيعي، وكذا برمجة الاتحاد الأفريقي للعبة عدة مباريات في الظهيرة، كلها عوامل ألقت بظلالها على المستوى العام للدورة، وساهم في الشح التهديفي الكبير الذي ضرب كل المنتخبات المشاركة بما فيها المرشحة لنيل اللقب.
ميّزت مباريات الدور الأول من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2022 بالكاميرون، انعدام الفرجة والمتعة الكروية بسبب غياب الأهداف عن مباريات الجولة الأولى وبداية الجولة الثانية، وهو ما جعل أهل الاختصاص يطرحون أكثر من تساؤل، حول الأسباب التي أدّت إلى تراجع أداء المهاجمين، خلال هذه الدورة مقارنة بالنسخة السابقة التي احتضنتها مصر صيف 2019، وتوّجت بها الجزائر لثاني مناسبة في مسيرتها الكروية.
رداءة العشب الطبيعي تارة والبرمجة غير المدروسة تارة أخرى، بالإضافة إلى الأخطاء التحكيمية غير المفهومة في مباريات أخرى، أثرت بشكل أو بآخر على أداء المنتخبات المشاركة في «كان» الكاميرون، خصوصا المنتخبات المرشحة بقوة للتتويج باللقب القاري، على غرار حامل اللقب المنتخب الوطني الجزائري ومنتخب السنغال اللذان يملكان أفضل لاعبي القارة السمراء، لكنهما لم يتمكنا من البروز نظرا لسوء التنظيم بعد برمجة مبارياتهما على الساعة الثانية زوالا، وهو ما دفع قائد أسود الترنغا نجم ليفربول ساديو ماني، لمهاجمة الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم خلال الندوة الصحفية التي أعقبت لقاء غينيا، معتبرا ما تعرض له منتخب بلاده ظلما، خصوصا أنه المنتخب الوحيد الذي لعب في مناسبتين بذات التوقيت.
مباريات الدور الأول من أمم أفريقيا التي لا زالت جارية عرفت تألق منتخبين اثنين، يتعلق الأمر بالبلد المنظم منتخب الكاميرون، وصاحب المركز الثالث في النسخة المنصرمة منتخب نيجيريا، حيث أنّ الأول استفاد من عاملي الأرض والجمهور وتمكن من ضمان التأهل بعد جولتين، بعدما تمكن من الإطاحة بمنتخب بوركينافاسو العنيد بهدفين لواحد، وأمطر شباك منتخب إثيوبيا بأربعة أهداف لهدف وحيد في لقاء الجولة الثانية، فيما أعرب منتخب نيجيريا عن نواياه مبكرا في التنافس على اللقب، حين أطاح بالفراعنة بهدف دون رد، وقسا على المنتخب السوداني بثلاثة أهداف لهدف واحد.
أبو بكار المهاجم الوحيد الذي فرض نفسه
في ذات السياق، تألق المهاجم الكاميروني العملاق فانسون أبو بكار، مهاجم النصر السعودي بشكل ملفت للانتباه أمام منتخبي بوركينافاسو وإثيوبيا، حيث تمكن من تسجيل رباعية كاملة منذ انطلاق الدورة بمعدل هدفين في كل لقاء، وقاد الأسود غير المروضة لضمان تأهل مبكر قلل الضغط عن منتخب بلاده، والاتحادية التي يقودها النجم السابق إيتو سامويل، الذي يسعى لإنجاح الدورة ودخول التاريخ بالتتويج باللقب القاري لاعبا ورئيس اتحادية.
دورة الكاميرون عرفت بروز مهاجم ثاني وأخير، يتعلق الأمر بقناص منتخب مالاوي غابادينو ماهانغو، هداف فريق أورلوندو بيراتس الجنوب أفريقي، الذي أعاد منتخب بلاده في الدورة، حين قادها لخطف 03 نقاط ثمينة أمام منتخب زيمبابوي، بعدما قلب الطاولة على المحاربين وسجل ثنائية، نصبته في وصافة ترتيب هدافي الدورة خلف الكاميروني أبو بكار.
ينتظر كل المتتبعون لنهائيات كأس أمم أفريقيا بشغف كبير، انطلاق الدور ثمن النهائي من المنافسة الذي قد يتحسن فيه الأداء، حيث أنّ كل المباريات بداية من الدور الثاني إلى غاية النهائي ستلعب، بداية من الساعة الخامسة مساء.
يذكر أنّ الدور الأول من النسخة المنصرمة سجل فيه 68 هدفا كاملا، فيما أنه لحد كتابة هذه الأسطر تم تسجيل 30 هدفا من الدور الأول الجاري بالكاميرون.