المنتخب المحلي يرفع التّحدّي في كأس العرب بقطر

اكتشاف جيل جديد من اللاعبين لتدعيم المنتخب الأول

عمار حميسي

تشارك الجزائر في كأس العرب المقبلة التي تجري بقطر نهاية السنة الجارية، على أمل تحقيق اللقب رغم صعوبة المأمورية، إلا أن الأهم هو اكتشاف جيل جديد من اللاعبين قادر على رفع التحدي، ومنح الإضافة للمنتخب الأول المقبل على العديد من التحديات، والتي يبقى أبرزها الدفاع عن اللقب القاري إضافة إلى التأهل إلى مونديال 2022.
اكتست منافسة كأس العرب أهمية أكبر بعد أن أصبحت تحت مظلة «الفيفا»، حيث ستكون نتائجها معتمدة على المستوى الدولي، وهو ما سينعكس إيجابا أو سلبا على ترتيب المنتخبات في التصنيف الشهري، إضافة إلى اكتشاف مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على منح الإضافة.
تُعد المنتخبات العربية العدّة لمنافسة كأس العرب، حيث تعتبرها العديد منها منافسة في غاية الأهمية بعد أن كانت المنافسة فيها شكلية بدليل أن الكثير من الطبعات السابقة باءت بالفشل بسبب انسحاب العديد من المنتخبات قبل انطلاق الدورة لغياب التنسيق بين الإتحاد العربي والاتحاديات فيما يخص توقيت إجرائها وتزامنها مع مشاركة المنتخبات العربية في منافسات قارية أو إقليمية.
الأمور تغيرت الآن وأصبحت كأس العرب تعرف تنظيما أكبر بعد أن تكفلت «الفيفا» بالإشراف على تنظيمها في قطر، حيث ستتكفل بكل ما هو إداري وتنظيمي بالتنسيق مع السلطات القطرية ممّا يمنحها شكلا يشبه الكأس القارية، وهو الأمر الذي زاد كثيرا من أهميتها وجعل الكثير من المنتخبات العربية تؤكد مشاركتها بلاعبي المنتخب الأول.

 المشاركة بأفضل تشكيلة ممكنة

كأس العرب اكتست بالصبغة الرسمية ولم تعد ذات طابع ودي رغم أن الهدف الأول هو توطيد أواصر الأخوّة بين الشعوب العربية، ومن الناحية الرياضية احتكاك المنتخبات فيما بينها والتعرف على مدى جاهزية قطر لاحتضان مونديال 2022، خاصة أن موعد إنطلاق المنافسة يتزامن مع الإنتهاء من التصفيات وحينها يكون الجميع قد تعرف على المتأهلين إلى الموعد العالمي.
جميع الاتحاديات العربية أكدت أنها ستشارك في كأس العرب بالمنتخب الأول ما عدا منتخبات شمال إفريقيا و نخص بالذكر مصر، تونس، الجزائر والمغرب بسبب تزامن المنافسة مع البطولات الأوروبية، وحينها يكون من الصعب ضم اللاعبين المحترفين بما أن كأس إفريقيا ستكون على الأبواب.
المشاركة بأفضل تشكيلة ممكنة هو شعار المنتخبات الأربعة المذكورة آنفا، حيث سيسير مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة على هذا النهج من خلال استدعاء افضل لاعبي البطولة والإستعانة بالعناصر التي تنشط في البطولات العربية أو التي تكون متوقفة في تلك الفترة
الإستعانة بلاعبي المنتخب الأول الناشطين في البطولات العربية سيرفع كثيرا من مستوى المنتخب المحلي الذي سيمثل الجزائر في كأس العرب، ويجعله من المنتخبات القادرة على رفع التحدي والعودة بالكأس رغم أن المأمورية لن تكون بالسهولة المتوقعة في ظل تواجد بطل إفريقيا للمحليين المنتخب المغربي.

 لفت أنظار الأندية الأوروبية

تنظيم كأس العرب تحت مظلة «الفيفا» سيجعلها تحت مجهر وكلاء اللاعبين وكشافي الأندية الأوروبية، الذين سيكونون حاضرين بقوة في هذا الموعد من أجل إكتشاف أبرز اللاعبين وضمهم إلى الأندية التي يعملون بها، و هو الأمر الذي سيخدم كثيرا لاعبي البطولة الوطنية المتواجدين «خارج تغطية» الأندية الأوروبية.
يجد لاعبو البطولة الوطنية صعوبة كبيرة في الظفر بعقد إحترافي على مستوى أوروبا بسبب غياب منظومة رياضية محترفة تسمح بتسويق أفضل للبطولة الوطنية ومبارياتها من أجل السماح لوكلاء اللاعبين بمراقبة أفضل العناصر القادرة على الإحتراف في أوروبا، وشق مشوارها في القارة العجوز.
احتراف لاعبي البطولة غالبا ما يكون في أندية مغمورة وفي الأقسام السفلى، حيث لم يعد من السهل على أي لاعب الظفر بعقد إحترافي على مستوى أندية معروفة في أوروبا بالنظر إلى عدة عوامل أهمها غياب تام لوكلاء اللاعبين الجزائريين القادرين على تسويق العناصر المتألقة أوروبيا.
قيام بوقرة بإستدعاء أفضل لاعبي البطولة على غرار المدافع حداد وموهبة وفاق سطيف عمورة سيخدم الكثير من العناصر التي ستجد الفرصة مواتية أمامها من أجل التألق والبروز، ومحاولة إفتكاك عقد إحترافي عقب نهاية الموسم أو خلال فترة الإنتقالات الشتوية التي ستكون بعد نهاية المنافسة.

 تدعيم المنتخب الأول بلاعبين جاهزين

التواجد مع المنتخب المحلي والتألق معه سيمنح لاعبي البطولة الكثير من الثقة خلال تواجدهم مستقبلا مع المنتخب الأول بقيادة جمال بلماضي، حيث سيعمل بوقرة على تحرير اللاعبين من الناحية النفسية لإظهار قدراتهم الفنية والتقنية في الأراضي القطرية، وتحقيق نتائج جيدة مع المنتخب.
يعرف عن جمال بلماضي أنه لا يتردد في منح الفرصة لأي لاعب قادر على منح الإضافة، وكان سببا في تغيير وجهة المسيرة الإحترافية للكثير من اللاعبين نحو الأفضل على غرار جمال بن العمري، الذي كان على مشارف الإعتزال إلا أن بلماضي أعاده إلى الواجهة من جديد وساعده تألقه مع المنتخب على الظفر بعقد إحترافي مع ليون وهو في سن الـ 33 سنة.
الإتحادية الحالية بقيادة شرف الدين عمارة تسعى هي الأخرى لتوفير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل تحقيق نتائج جيدة سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول أو المنتخب المحلي، وهو العامل الذي يجب وضعه في الحسبان خاصة أن توفر الإرادة لدى المسؤول الأول عن الإتحادية سيكون له أثر إيجابي على المنتخب المحلي.
تألق لاعبي المنتخب المحلي في قطر وتحقيق نتائج جيدة خاصة في حال التتويج، سيزيد الضغط على نجوم المنتخب الأول خاصة أن المنافسة ستكون مفتوحة بين كل اللاعبين، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على مستوى المنتخب الأول قبل دخول غمار كأس أمم افريقيا بالكاميرون.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024