وسط أجواء التصعيد الخطير

المفتشــون الأمميــون يحققـــون في مزاعــم استخـــدام ''الكيمـــاوي''

باشر أمس مفتشو الأمم المتحدة المكلفون بالتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية مهمتهم بعدما أعطت الحكومة السورية موافقتها على ذلك، فيما تشهد الساحة الدولية تحركات متلاحقة حول كيفية التعامل مع التطورات الراهنة في سوريا.

وكان المفتشون الدوليون قد توجهوا صباح أمس إلى الغوطة الشرقية موقع الهجوم الكيميائي لمباشرة تحقيقهم في التهم التي وجهتها المعارضة السورية والدول الغربية للجيش النظامي باستخدام أسلحة كيميائية الأسبوع الماضي.
وأعطى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعليمات للبعثة التي يقودها اكي سيلستروم والموجودة حاليا في دمشق بتركيز اهتمامها على تحديد الوقائع بشأن الحادث الذي وقع يوم٢١ أوت الجاري، وإعطائه الأولوية المطلقة.
من جهتها انتقدت الولايات المتحدة موافقة النظام السوري ''المتأخرة'' بشأن قيام الأمم المتحدة بتفتيش الموقع الذي شهد هجوما كيميائيا مفترضا قبل أيام، معتبرة أن استخدام قوات النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد مدنيين هو أمر ''شبه مؤكد''.
وقد رفض الرئيس السوري بشار الأسد الاتهامات الموجهة إلى دمشق باستخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق  واعتبرها ''مسيسة بالمطلق واستخفافا بالعقول''.
وقال الأسد، إن ما قامت به أمريكا والغرب وبعض الدول الأخرى منذ يومين كان استخفافا بالعقول وقلة احترام للرأي العام لديها ڤمعتبرا أن هذه الإتهامات ''تأتي على خلفية التقدم الذي حققه الجيش في مواجهة الإرهابيين'' .
ويتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضغوط للتدخل عسكريا في سوريا، غير أن تلك الضغوط تقابلها معارضة ورفض من قبل الرأى العام الأمريكي.
وفي وقت سابق تلقى أوباما ''عرضا مفصلا لمجموعة من الخيارات المحتملة''، من كبار مستشاريه بخصوص كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على الهجوم المزعوم بأسلحة كيميائية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، أن الضغوط الدبلوماسية على سوريا لم تنجح  وقال، إن أي رد دولي على نظامها سيكون وفقا للقانون الدولي.
وقال هيغ، إن المملكة المتحدة ''تدرس خياراتها ومن الممكن أن ترد من دون دعم بالإجماع من الأمم المتحدة نظرا لعدم تحمل مجلس الأمن التابع لها مسؤولياته'' جراء الانقسام في مواقف أعضائه الدائمين حيال سوريا متجنبا تحديد الخيارات أو الجدول الزمني، لأي أجراء غير أنه شدّد على أنه لا يستبعد أي شيء .
من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن القيام بتدخل عسكري في سوريا موضحا، أن ردا غربيا على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في ٢١ أوت الجاري ''سيتخذ خلال الأيام المقبلة''.
وفي تركيا، أعلن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا حتى وإن فشل مجلس الأمن بالخروج بقرار للتحرك.
 موسكو تحذر من خيار الحرب
لكن روسيا حذرت مجددا واشنطن من أي تدخل عسكري محتمل في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك سيكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها في منطقة الشرق الأوسط .
وحثّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثة هاتفية أجراها مع نظيره الأمريكي جون كيري واشنطن على الامتناع عن ممارسة الضغوط على دمشق وعدم الاستجابة للاستفزازات مشددا على ضرورة تسهيل مهمة التحقيق الدولية الجارية، بشأن حادث استخدام الأسلحة الكيميائية في منطقة الغوطة .
وتشهد الساحة الدولية تحركات متلاحقة حول كيفية التعامل مع تطورات الأوضاع الحالية في سوريا، حيث استضاف الأردن أمس اجتماعا عسكريا ضم دولا عربية وأجنبية، بالإضافة إلى اجتماع على مستوى المدراء السياسيين لمجموعة أصدقاء سوريا بمدينة اسطنبول التركية.
وحضر الإجتماع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الأركان في كل من السعودية وقطر وتركيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا إضافة إلى الأردن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024