استشهد العشرات من الفلسطينيّين في قطاع غزة، أمس الأربعاء، وسط تصاعد لجرائم الاحتلال الصّهيوني والهجوم على حي الزيتون جنوب مدينة غزة. في الأثناء، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، إنّ الاحتلال يقتل طفلا كل 40 دقيقة في غزة، وإنّ 28 طفلا يقتلهم قصف الاحتلال يوميا.
أكّدت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد 35 فلسطينيا -بينهم أطفال- بنيران الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع، صباح أمس الأربعاء، في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 22 شهرا. وأضافت أنّ من بين الشهداء 10 من منتظري المساعدات أصيبوا بنيران الاحتلال قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وقال مصدر في خدمات الإسعاف والطوارئ إنّ طفلين استشهدا وأصيب آخرون في غارة صهيونية استهدفت منزلا بمنطقة السامر في مدينة غزة.وذكر المصدر أنّ الغارة الصّهيونية دمّرت المنزل المستهدف بالكامل وألحقت أضرارا كبيرة بالمنازل المجاورة.
كما استشهد 5 فلسطينيّين من عائلة واحدة، هم زوجان وأطفالهما إثر غارة جوية استهدفت خيمة نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي غارة أخرى، استشهد 4 فلسطينيّين -بينهم أطفال- بخيمة للنازحين قرب الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، كما ارتقى طفلان وأصيب آخرون في قصف على منزل قرب شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب المدينة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد مزيد من الفلسطينيّين بسبب التجويع.
وقالت الوزارة إنّ 3 أشخاص استشهدوا خلال الساعات الماضية، مؤكّدة أنّ العدد الإجمالي لشهداء التجويع وسوء التغذية ارتفع إلى 266، بينهم 112 طفلا.
هجـوم مكثـف على حـي الزيتـون
من ناحية أخرى، يواصل الجيش الصّهيوني لليوم 11 على التوالي هجومه المكثف على حي الزيتون في مدينة غزة، ضمن خطة إعادة احتلال القطاع.
وأفادت الأنباء بأنّ قوات الاحتلال واصلت قصفها المدفعي والجوي على حيي الزيتون والصبرة في مدينة غزة، وسُمعت انفجارات بمناطق مختلفة من القطاع. ودمرت القوات أكثر من 400 منزل ومنشأة مدنية، وسط استهداف مستمر للمواطنين بالغارات الجوية والقصف المدفعي.
ويشهد الحي نزوحا متواصلا للسكان، الذين يواجهون ظروفا إنسانية صعبة، في حين تواصل آليات الاحتلال عمليات التجريف والتدمير في المحورين الشرقي والجنوبي.
قتـل الأطفـال
وفي سياق متصل، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، إنّ الاحتلال الصّهيوني يقتل طفلا كل 40 دقيقة في غزة، وإنّ 28 طفلا يقتلهم قصف الاحتلال يوميا. وأضاف البرش أنّ أكثر من مليون طفل في غزة يعانون من صدمات نفسية، 50% منهم تمّ تسجيل إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة.وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنّ أكثر من 540 طفلا استشهدوا كل شهر على مدار الأشهر الخمسة الماضية.وفي تصريحات أخرى، أكّد البرش في تدوينة أنّ نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات بلغت 300%، وهو رقم غير مسبوق يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية.
عمليــة نوعية للمقاومـــة
هذا، وأعلنت كتائب “القسام” أنها تمكّنت “صباح أمس، من الإغارة على موقع مستحدث للعدو جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بقوة قوامها فصيل مشاة”، في حين تحدثت وسائل إعلام الاحتلال عن عملية وصفتها بالاستثنائية وتحدثت عن إجلاء مصابين.وقالت كتائب القسام إنّ مقاتليها اقتحموا الموقع واستهدفوا عددا من دبابات الحراسة من نوع “ميركفا 4”، بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105، كما استهدفوا عددًا من المنازل التي يتحصّن بداخلها عساكر الاحتلال لتثبيتها بـ 6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرّشاشة.
وأضافت أنّ عددا من المقاومين اقتحموا المنازل وأجهزوا بداخلها على عدد من عساكر الاحتلال من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكّنوا أيضاً من قنص قائد دبابة “ميركفاه 4” وإصابته إصابة قاتلة.
وذكرت في بيانها أنّ عناصرها قاموا بدك المواقع المحيطة بمكان العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدات، ودك موقع العملية بعدد من قذائف الهاون لتأمين انسحابهم من المكان.
وأكّدت أنه وفور وصول قوة الإنقاذ قام أحد الاستشهاديّين بتفجير نفسه في العساكر وأوقعهم بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أنّ الهجوم استمر لعدة ساعات، وأن مقاوميها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.