قالت وثيقة خاصة بالسياسة النووية إن الولايات المتحدة ستقوم بتعزيز قدراتها النووية بسبب قلقها من الأسلحة النووية الروسية الآخذة في النمو في خطوة يقول بعض المنتقدين إنها قد تزيد من خطر حدوث سوء تقدير بين البلدين.
واعتبرت وسائل إعلامية، أمس، أن الأمر يمثل أحدث علامة على تزايد تصميم إدارة الرئيس دونالد ترامب على معالجة التحديات التي تمثلها روسيا في نفس الوقت الذي تدفع فيه من أجل تحسين العلاقات مع موسكو لكبح جماح كوريا الشمالية التي تمتلك برامج نووية.
والتركيز على روسيا يتماشى مع تغيير أولويات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من محاربة الإرهاب إلى “تنافس القوى الكبرى” مع موسكو وبكين.
وقالت الوثيقة التي تعرف باسم (مراجعة الموقف النووي) إن “استراتيجيتنا ستضمن إدراك روسيا أن أي استخدام للأسلحة النووية، مهما كان محدودا، غير مقبول”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المبرر المنطقي لبناء قدرات نووية جديدة هي أن روسيا ترى حاليا أن الموقف والقدرات النووية للولايات المتحدة قاصرة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة ستردع روسيا عن استخدام الأسلحة النووية من خلال تعزيز قدرتها النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة.
وتقل قوة الأسلحة النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة عن 20 كيلوطنا لكنها تسبب دمارا أيضا. وكان للقنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية نفس هذه القوة التدميرية.
وقالت وثيقة البنتاغون التي تتفق إلى حد كبير مع المراجعة السابقة التي جرت في 2010 إن الولايات المتحدة ستعدل عددا صغيرا من رؤوس الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات بخيارات ذات قوة تدميرية منخفضة.
وقال المسؤولون إنه على المدى البعيد سيطور الجيش الأمريكي أيضا صاروخ كروز جديد مزود برأس حربية نووية ويُطلق من البحر. وأضافوا أن الصاروخ قد تكون قوته التدميرية أقل ولكن لم يتم اتخاذ قرار وأن تطويره سيستغرق فترة تصل إلى عشر سنوات.
وقال غريغ ويفر نائب مدير القدرات الاستراتيجية بالبنتاغون إن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للحد من تطوير هذا الصاروخ إذا قامت روسيا “بمعالجة الخلل في القوات النووية غير الإستراتيجية”.
وأضاف أن أصعب مهمة بالنسبة لمن يعملون على هذه المراجعة هي محاولة معالجة الهوة بين الأسلحة النووية غير الاستراتيجية الروسية والأمريكية.
رد روسي
وفي رد فعلها، اعتبرت موسكو على لسان سفيرها في الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، أن العقيدة النووية الأمريكية الجديدة تثير تساؤلات، مؤكدا أن روسيا لن تقبل بمحاورتها من موقع القوة.
واعتبر أنطونوف أن الولايات المتحدة اخترعت “فزاعة” متمثلة بروسيا، من أجل تبرير نمو الإنفاق العسكري وزيادة قدراتها النووية.
من جانب آخر، عبر اتحاد منظمات ضحايا القصف النووي على هيروشيما وناغازاكي، عن قلقه واستيائه من الاستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة، واعتبر أنها تقضي على أي أمل في إزالة هذا السلاح من كوكب الأرض.