حذرت واشنطن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة من مغبة التصويت، اليوم الخميس، لصالح مشروع قرار يدعو لسحب الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبينما استنفر الكيان الصهيوني سفاراته في العالم للتحرك من أجل إفشال مشروع القرار، توقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن يحصل المشروع على «تأييد ساحق» في الجمعية العامة.
تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة خاصة طارئة نادرة، اليوم، للتصويت على مشروع قرار عربي إسلامي بشأن القدس المحتلة - قدمته تركيا واليمن - يتضمن دعوة الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الخاص بالقدس، وذلك بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو)، لإجهاض قرار وافق عليه جميع أعضاء المجلس الآخرين.
جاء التهديد الأميركي في رسالة مكتوبة بعثت بها مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نكي هيلي، لعدد من بعثات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية.
وذكرت هيلي في مستهل الرسالة، التي تُعد أول سابقة من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة، «أن الرئيس الأميركي سيعتبر التصويت للقرار أمرا شخصيا ضده».
وختمت رسالتها بتهديد مباشر مؤكدة، أن «الرئيس يراقب هذا التصويت جيدا وطلب مني أن أبلغه بمن صوّت ضده».
تهديد واستنفار
ولم تكتف هيلي برسالتها للسفراء الأجانب في المنظمة الدولية بل نشرت تغريدة على حسابها في موقع تويتر قالت فيها: «في الأمم المتحدة يطالبوننا دائما بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم أكثر، لذلك عندما نتخذ قرارا بإرادة الشعب الأميركي بشأن موقع سفارتنا أين يكون، فإننا لا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم، أن يستهدفونا».
وأضافت يوم الخميس سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل) والولايات المتحدة ستقوم بتدوين أسماء الدول».
تخوف إسرائيلي وثقة فلسطينية
وفي خطوة تنسجم مع التهديد الأميركي، استنفرت إسرائيل سفاراتها في العالم للتحرك لدى الدول المقيمة بها من أجل إفشال مشروع القرار.
وكشفت مصادر صحفية في تل آبيب أن الحكومة الإسرائيلية كلفت كافة سفاراتها في الخارج بالتشجيع على عدم التصويت لصالح مشروع القرار العربي الإسلامي اليوم.
هذا ويتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يحصل مشروع القرار على «تأييد ساحق» في الجمعية العامة. وقال إن القدس موضوع «يجب أن يحل من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين».
ولا تتمتع أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة، خلافا لمجلس الأمن الدولي حيث تملك خمس دول هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين هذا الحق.
وتبنت الأمم المتحدة على مدار سنوات، عددا من القرارات التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.
استنفار دبلوماسي من أجل القدس
أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، أنها وضعت إداراتها وسفاراتها في الخارج، في حالة استنفار دبلوماسي، بهدف حشد وتعزيز التأييد الدولي للجهد دفاعا عن القدس.
وأضافت الوزارة، أن «الحصول على أكبر وأوسع تأييد دولي لمشروع هذا القرار يبقي الأمل في فرصة تحقيق السلام قائمة، ويساهم في توجيه رسالة قوية إلى الإدارة الأمريكية بضرورة مراجعة قرارها الأخير والتراجع عنه، ويبعث برسالة رفض دولية لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وإجراءات تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة «.
«الغضب للقدس» يتواصل
ميدانيا، يتواصل الغضب الفلسطيني ضد قرار ترامب، حيث أسفرت الاشتباكات التي وقعت امس بين المحتجين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي عن إصابات بالرصاص الحي، وحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وخرجت مسيرات في كل من رام الله، والخليل، وطولكرم، وبيت لحم، وقلقيلية، واجهتها القوات الصهيونية بالذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع.
وكانت الحكومة الفلسطينية، قد أعلنت في وقت سابق تعليق العمل في جميع مكاتبها ووزارتها الأربعاء، للمشاركة في مسيرات «الغضب للقدس» رفضا لقرار ترامب،
كما كانت دعوات قد انطلقت لتعليق العمل في كل أنحاء فلسطين وتعطيل الدراسة للخروج في مسيرات ضخمة.