جددت الأمم المتحدة التأكيد على إبقاء الاتفاق السياسي الموقع سنة 2015، الأرضية الوحيدة لأي حل في ليبيا، مستبقة بذلك رغبة بعض الأطراف الليبية في اتخاذ خطوات بديلة بحجة نهاية المهلة القانونية للاتفاق، ما يعني تمديد العمل به إلى غاية تنظيم الانتخابات العامة.
أكد مجلس الأمن الدولي أن الاتفاق السياسي يبقى الإطار الوحيد للحل في ليبيا، ودعا إلى الإسراع في العملية السياسية حتى تخرج البلاد من أزمتها المستمرة منذ سنة 2011.
وجاء في بيان صدر باتفاق الدول 15 الأعضاء في المجلس، أن تطبيق الاتفاق يبقى المفتاح لتنظيم انتخابات وإنهاء الانتقال السياسي، ورفض البيان تحديد آجال من شأنها أن تعرقل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأكد المجلس أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا، داعيا كل الأطراف الليبية إلى احترام وقف إطلاق النار الذي تضمنه إعلان صدر في ختام لقاء عقد في أواخر جويلية الماضي في باريس بين رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على معظم شرقي ليبيا وأجزاء من وسط البلاد وجنوبها.
كما حث البيان كل الليبيين على الانخراط في التسوية السياسية والإسراع فيها، محذرا من أن أي تأخير جديد من شأنه إطالة معاناة الشعب الليبي، وطالب الليبيين باستكمال إنجاز الدستور الجديد، مؤكدا في الأثناء أهمية توحيد القوات المسلحة الليبية وتعزيزها تحت إشراف مدني.
مستقبل المجلس الرئاسي
ومع اقتراب الذكرى الثانية للاتفاق السياسي المصادفة لـ17 ديسمبر، طرحت بعض الأوساط السياسية في ليبيا مستقبل المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، باعتبارها منبثقتين عن الاتفاق الذي حددت صلاحيته بسنتين كمرحلة انتقالية.
وفي الوقت الذي رأى فيه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن التاريخ «يمثل انتهاء تاريخ المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق»، ترى أطراف فاعلة أخرى بأنه يجب أن يكون مجرد ذكرى».
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وقال « المجلس سوف يبقى مباشرا لعمله حتى يتم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة». منبهاً إلى أن «أي إجراء أو تصرف سلبي مبني على هذا التاريخ سوف يساهم في إرباك المشهد، ويدخلنا في نفق مظلم وعبث سياسي».
وأجرى أمس، مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا صالح الجمالي جولة إلى شرق وغرب البلاد أين التقى المسؤولين الفاعلين في الأزمة قصد دعم العملية السياسية.
تعاون روسي - أمريكي
قال سفير روسيا لدى ليبيا, إيفان مولوتكوف, إن بلاده منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمة في ليبيا, مشيرا الى أن الشرط الرئيسي لهذا التعاون ان تكون الرغبة متبادلة.
وأضاف مولتكوف في تصريح إعلامي أمس، « إن روسيا منفتحة على التعاون مع جميع الدول من أجل ايجاد حلول مشتركة للأزمة الليبية, بما فى ذلك مع الولايات المتحدة». مشيرا إلى أن الأمر الرئيسي هو أن يكون الاستعداد لهذا التعاون متبادلا وبعيدا عن الوضع السياسي الحالي.
ونفي مولوتكوف دعم روسيا لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر, الذي يسيطر على الجزء الشرقي من البلاد، وقال:» إن الحديث عن دعمنا لحفتر غير صحيح لأننا أعلنا مرارا أن روسيا لا تؤيد أيا من الجانبين على حساب مصالح المشاركين الآخرين في النزاع الحالي في ليبيا ».