استشهد 20 فلسطينيا بقصف متفرّق على قطاع غزّة، صباح أمس، ارتكب خلاله الجيش الصّهيوني 3 مجازر بحق عائلات ضمن جرائم الإبادة الجماعية، التي يقترفها منذ 7 أكتوبر 2023.
في محافظة الشمال، ارتكب الجيش الصّهيوني مجزرة استشهد فيها 10 فلسطينيين بقصف منزل لعائلة أبو مهادي، في محيط صالة الطيب غرب مخيّم جباليا، وفق ما أفاد به مصدر طبي.
كما قال المصدر إنّ 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في مجزرة ثانية بقصف منزل لعائلة الغماري في محيط مستشفى حمد شمال غرب مدينة غزّة، وأوضح شهود عيان أنّ المدفعية الصّهيونية قصفت بشكل مكثف أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرق وجنوب مدينة غزّة. وذكروا أنّ القصف المدفعي طال أيضا محيط الكلية الجامعية جنوب مدنية غزّة، وسط إطلاق آليات الجيش الصّهيوني نيرانها المكثفة باتجاه المناطق الشرقية للمدينة.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال مصدر طبي إنّ 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غرب المدينة، وأفاد المصدر أنه تم انتشال جثماني فلسطينيّين اثنين من تحت أنقاض منزل عائلة “كوارع” الذي تعرّض للقصف، الأحد في جورت اللوت بخان يونس.
وقال شهود عيان إنّ المدفعية الصهيونية قصفت المنطقة الجنوبية الفاصلة بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع. ووسط القطاع، أصيب فلسطينيون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في محيط دوار أبو قطوش بمخيم المغازي، بحسب المصدر الطبي، فيما أصيب 5 فلسطينيين في قصف استهدف أرضا زراعية في شارع أبو ستة ببلدة الزوايدة، وفق ذات المصدر.
ضحايا الإبادة..أطفال ونساء
في الأثناء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، إنّ 65 بالمائة من ضحايا الإبادة الجماعية الصّهيونية ضد الفلسطينيّين هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السّن.
وأوضح المكتب، في بيان، أنّ “جيش الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بصورة ممنهجة ومتعمدة عبر استهداف المدنيّين العزل بشكل مباشر ومقصود، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع”، وأشار إلى أنّ “التوثيق من مؤسّسات حكومية وغير حكومية ومنظمات دولية، إضافة إلى شهادات صهيونية، يثبت أنّ الاحتلال يتعمد قتل المدنيّين دون سبب، ولا يفرق بين طفل أو امرأة أو مسن أو طبيب أو صحفي أو مسعف”.
وذكر المكتب أنّ “65 بالمائة من ضحايا الإبادة هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السنّ”، ولفت إلى أنّ “الاحتلال ارتكب جريمة قتل بحق أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألفا و400 امرأة”.
وأخطر من ذلك، كشف البيان أنّ الجيش الصّهيوني “أباد أكثر من 2180 عائلة فلسطينية بالكامل، إضافة إلى إبادة أكثر من 5070 عائلة أخرى، لم يتبقّ منها سوى فرد واحد”، كما أشار إلى أنّ الجيش الصهيوني قتل أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي، ما تسبب في انهيار المنظومة الصحية، إضافة إلى قتله أكثر من 113 من أفراد الدفاع المدني أثناء تأدية واجبهم الإنساني، و212 صحفيا خلال محاولات متكرّرة لإسكات صوت الحقيقة.
ولفت البيان إلى مقتل أكثر من 750 عنصرا من فرق تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية، وأكثر من 13 ألف طالب وطالبة، و800 معلم وموظف تربوي، وأكثر من 150 عالماً وأستاذًا جامعياً وباحثاً، إضافة إلى آلاف العاملين في القطاعات المدنية والحيوية.
وأكّد المكتب الإعلامي، أنّ “توفير السلاح والغطاء السياسي للاحتلال يُعد شراكة صريحة في ارتكاب الجرائم ويستوجب الملاحقة والمحاسبة أمام المحاكم الدولية، باعتبار أنّ التواطؤ والمساعدة في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة تُعدّان جريمتين معاقب عليهما بموجب القانون الدولي”.
مخزون الغذاء نفد
من ناحية ثانية، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، إنّ الوضع الإنساني والغذائي في القطاع وصل إلى مرحلة كارثية غير مسبوقة، وجميع المؤشرات الميدانية تؤكّد أنّ مخزون الغذاء الأساسي قد نفد تقريبا من الأسواق والمخازن، خاصة في محافظات الجنوب التي كانت ملاذا للنازحين.
وأوضح الثوابتة، أنّ المواطنين يواجهون مجاعة فعلية، حيث بات الحصول على الحدّ الأدنى من الطعام أمرا بالغ الصعوبة، مشيرا إلى معاناة المواطنين الذين ينتظرون 8 ساعات من أجل الحصول على وجبة غذائية واحدة لهم ولأطفالهم. وخلال الأيام الماضية، أعلنت عدة جهات نفاد المخزون الغذائي بالكامل من القطاع، وتوقّف المخابز عن العمل بعد نفاد الدقيق ووقود الطهي.
