قبل أسبوع من تنظيم الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في مالي، وفي الوقت الذي يواصل فيه المترشحون حملاتهم الانتخابية، أكدت مصادر عسكرية، أمس، مقتل شخص في أعمال عنف إندلعت الليلة ما قبل الماضية في مدينة «كيدال»، الواقعة شمال شرق مالي.
وقالت المصادر، إن تبادلا لإطلاق الرصاص وقع بين مجموعة من الطوارق وسكان سود. ورغم تسجيل أعمال العنف هذه، فإن شمال مالي يبدو هادئا على العموم، ومند توقيع إتفاقيات واغادوغو التي سمحت بعودة سلطات بماكو إلى المنطقة، لم تشهد هذه الأخيرة أي أحداث أو حوادث تذكر، وقد دفع استثباب الأمن بها ببعض البلدان التي تشارك في القوات الإفريقية المعروفة بـ«أفيسما» إلى تخفيض عدد جنودها. وفي هذا الإطار، قررت حكومة نيجيريا تخفيض عدد جنودها الموجودين في مالي بعد التحسن الأمني في الشمال.
وفي إطار الدعم الذي تقدمه المجموعة الدولية لمساعدة مالي على بناء مؤسسات حكمها وإستعادة إستقرارها وإرساء الديمقراطية، أعربت كندا عن قرارها زيادة مساعداتها لباماكو من خلال تقديم الدعم لتنصيب بعثة تقييم الإنتخابات الرئاسية المقبلة المرتقبة في ٢٨ جويلية الجاري.
وأكدت الحكومة الكندية عن إلتزامها بتقديم مساعدات مالية تصل إلى ٢٥٠ ألف دولار أمريكي من أجل إيفاد فريق دولي لتقييم الإنتخابات الرئاسية في مالي حيث يتكون هذا الفريق من خبراء من كندا ودول أخرى على أن يمارس نشاطه ميدانيا.
وكانت أوتاوا قد أعلنت أنها سترسل ما لا يقل عن ١٥ مراقبا إلى مالي للوقوف على سيرورة الإنتخابات الرئاسية المقبلة. ويقدر إجمالي المساعدات المالية التي قدمتها كندا إلى مالي منذ جانفي ٢٠١٢ حوالي ١٠٧,٥ مليون دولار أمريكي كما تعهدت بزيادة المساعدات الإنسانية إلى ١٣ مليون دولار أمريكي .
وعلى صعيد آخر، دعا مسؤول في الاتحاد الافريقي الدول الإفريقية إلى العمل على إنشاء قوة للرد السريع للتعامل مع الأزمات الأمنية في القارة الإفريقية وتحقيق الأمن والإستقرار فيها .
وقال بيري بويويا، الممثل الأعلى للإتحاد في مالي ومنطقة الساحل الإفريقي خلال الجلسة العادية الـ ٤٣ لرؤساء وحكومات دول المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) التي عقدت في العاصمة النيجيرية أبوجا الأربعاء، أن قرار إنشاء القوة تم صياغته خلال القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا ولم يتم تفعيله بعد .
ورحب بويويا بالتطورات المتعلقة بتحويل قوة (أفيسما)، إلى قوة أممية وإمكانية تقديم المزيد من المعدات العسكرية وإمدادات لوجستكية لدعمها حتى تؤدي مهامها.
يذكر أن زعماء الإيكواس حثوا المجتمع الدولي على توفير ٢٥ مليون دولار لتمويل الإنتخابات الرئاسية في مالي وبحثوا أيضا الأوضاع الأمنية والسياسية في غينيا بيساو.
وبخصوص تهيئة الجيش المالي، عين الإتحاد الأوروبي أمس الجنرال الفرنسي برينو غيبار على رأس البعثة الأوروبية المكلفة بتكوين الجيش المالي للإضطلاع بمهام حماية البلاد بعد خروج القوات الفرنسية والإفريقية.
ويباشر غيبار مهامه في الفاتح من شهر أوت المقبل وذلك خلفا للجنرال فرنسوا لوكوانتغ الذي ترأس البعثة منذ إنشائها في جانفي الماضي. ويتمتع غيبار (٥١ سنة) بتجربة عسكرية طويلة في إفريقيا، حيث عمل في تشاد.
وقبل صدور هذا القرار، قدم الجنرال لوكوانتغ تقريرا إيجابيا إلى اللجنة حول الستة أشهر الأولى لعمل البعثة، مشيرا إلى أن حالة الجيش المالي أحسن مما كانت قبل الأشهر الستة الماضية.
وأعرب لوكوانتغ عن أمله في أن يتم تمديد مدة عمل هذه البعثة سنة أخرى على الأقل وذلك من أجل التمكن من تكوين كل القوات المالية.
يشار إلى أنه تم تحديد مدة عمل البعثة الأوروبية في مالي مبدئيا بـ ١٥ شهرا إبتداء من جانفي الماضي وقد قامت لحد الآن بتكوين كتيبة من الجيش المالي تتكون من ٧٠٠ عنصر، فيما شرعت منذ بداية شهر جويلية الجاري بتكوين كتيبة أخرى.